المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ضل راجل ولا ضل حيطة.. مقولة كادت أن تنهي حياة زوجة رفقة أطفالها

الخميس 16/فبراير/2023 - 02:25 ص
زوجة كادت أن تنتهي
زوجة كادت أن تنتهي حياتها على يد زوجها
أحمد الفل
طباعة

"أنا قولت راجل يأويني ويسترني وزي ما قال المثل المصري القديم ضل راجل ولا ضل حيطة"، في مساء يوم لم تشرق فيه شمس كانت النهاية، لسيدة تدعى منى 42 عامًا المقيمة بمحافظة الغربية وتحديدًا بمدينة المحلة، بعدما قررت أن تتزوج من رجل تجرد من كل مبادئ الإنسانية، آملة أن تستند عليه لمواجهة تحديات الحياة الصعبة، خاصة وأن لديها طفلين في العقد الأول من العمر، لكنها لم تعلم أنها وأبنائها سقطوا في بئر مظلم ربما لن يستطيعوا الخروج منه ومن ثم تكتب النهاية.

 ما قبل الموت

الموت في هذه القصة بمعنى الزواج، منى قبل زواجها الأخير كانت سيدة مطلقة لديها طفلين ولد 6 سنوات وبنت 8 أعوام، كانت السيدة تعمل في مصبغة  تبذل قصارى الجهد، من أجل  ذويها إلا أن أيقنت أنها ليس لديها القدرة على تحمل المزيد من العناء بعدما أخبرها الطبيب أنها تعاني من مشاكل صحية تتعلق بالعمود الفقاري، والتهاب بالأعصاب، ناهيك عن هشاشة العظام، الذي تحول بينها وبين عملها الشاق، والذي ربما يعرضها لتطورات خطيره إذا استمرت بالعمل، وهنا لابد أن تتساءل السيدة إلى أين أذهب ومن أين أحصل على نقود تساعدني في تربية أطفالي؟.

حبل النجاة المزيف

أخبرتها صديقة مقربة أنه ربما كان الزواج من رجل يحتويها ويرعى مطالبها هي وأطفالها الصغار هو الحل، فعرضت عليها رغبة رجل يريد أن يتزوجها، ولكن أنّى لسيدة تبلغ من العمر 46 عامًا أن يأويها رجل ويتحمل مصاريفها هي وصغارها؟!، بتلك الكلمات تعجبت من صديقتها، فجاء الرد من الزوج أنه سيتحمل أولادها قبلها، فكان الأمر بمثابة طوق النجاة الذي سيخلص السيدة من غرق الحياة الهائم في ظل الظروف الصعبة.

زواج بنكهة الذل

لم ينتظر الزوج مرور ولو يوم واحد تتمتع به الزوجة بحياتها الجديدة "بعد خمس دقائق من قفل باب الشقة كانت أول علقة ليا" هكذا أقرت منى خلال حديثها ببرنامج تفاصيل مع الإعلامية نهال طايل، مؤكدةً أن السبب كان دفاعها عن ابنها الذي تعرقل بسجادة في الشقة وهو ما دفع الزوج لضربه بالقلم الذي أسقطه أرضًا بعد محاولته في النهوض، ومنذ تلك اللحظة المشئومة وتحديدًا من يوم 30/12 من العام السابق، فعلى الرغم من أن الزواج لم يدم طويلًا إلا أن طوال الشهرين أو أكثر، لم تلقى السيدة لحظة سعيدة، فحياتها كانت عبارة عن ضرب وإهانة، وتعذيب للأبناء الذي يكاد ينفطر قلب والدتهم على رؤيتهم في هذا الحال، إلى أن حان وقت الهروب، ففي ليلة من ليالي الذل التي عاشتها الزوجة، وكحال معظم الأيام تلقت السيدة ضربًا مبرحًا كاد أن يودي بحياتها، إلا أن مشيئة الله أعمت الزوج عن التخلص منها، بعدما طمأنته بأنه إن تركها ترحل فلن تتقدم بأي شكوى ضده فقط عليه أن يعتقها من أسرها، فتوقف الحال عند حد رميها وأطفالها بملابس البيت خارج الشقة ملطخًا وجهها بالدماء، مكسورًا أنفها، زاحفةً على سلالم المنزل للهرب مع صغارها للخروج من جهنم التي عاشت بها طوال تلك الفترة.

معتقدات خاطئة

وبالإسقاط على تلك القصة، ربما يتصور البعض أنه عندما يتخلص من ابنته أو موكلته بزواجها وكأن لسان حاله "أنا كده اطمنت عليها"، ولا يعلم أنه إن لم يتحرى الدقة في اختيار الزوج الصالح الذي يتقي الله في النفس المودعة أمانة عنده ويعاملها معاملة الإسلام، فستكون النهاية حتمًا غير مرضية لجميع الأطراف زوج في السجن، زوجة غارقة في دمائها، أطفال مشردين، الابتعاد عن العادات السيئة ربما كان هو الحل وعدم الجزم بالأقوال الشعبية التي تؤثر جدًا في النفوس هو المخرج، وربما كان ضل الحيطة خير من ألف رجل.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads