ساعات قليلة تفصلنا عن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، هذا المنصب المهم الذي تتولاه مصر للمرة الأولى وتواجهها العديد والعديد من التحديات الخاصة بالصحة والتعليم والأوضاع الاجتماعية، هذا إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية.
ومن بين أبرز الملفات التي سوف تضعها مصر على الطاولة هو الملف الاقتصادي لدول أفريقيا وكيفية دعمها، وانتشال بعض الدول من الفقر.
وكان من بين الدول التي تحاصرها الفقر ومشتركة في الاتحاد الأفريقي هم أوغندا وتنزانيا وجيبوتي.
لهذا السبب أوغندا فقيرة..
كشف الرئيس الأوغندي يوويري كاجوتا موسيفيني السبب وراء أن تكون أوغندا من بين الدول الأكثر فقرًا في القارة الإفريقية.
وأكد الرئيس الأوغندي أن الفقر الذي يسود بلاده وغيرها من بلدان القارة الإفريقية يرتبط بالإفراط في النوم.
وكانت قد سلطت مجلة "نيوز ويك" الأمريكية الضوء على تصريحات موسيفيني من إلقاء اللوم على مواطني بلاده وغيرها من البلدان الإفريقية، في التخلف الذي تعاني منه المنطقة الغنية بالموارد.
وأشار موقع "ذي كونفرزيشن"إلى أن الحكومة الأوغندية تؤكد أن 19.7% فقط أي سبعة ملايين من الأوغنديين هم دون خط الفقر، فيما يرى المحللون أن 70 % من الأوغنديين معرضون للخطر، وهم يقعون أحيانًا تحت خط الفقر.
جيبوتي وتنزانيا الأكثر فقرًا..
أما عن الدول الأكثر فقرًا، فتصدرت كل من تنزانيا وجيبوتي قمة الهرم، حيث أنه في خطاب مؤسسة "بيل وميليندا جيتس الخيرية" احتلت تنزانيا مكانة بارزة.
فيما أكد خبراء أن اقتصاد جيبوتي يحتاج إلى إصلاحات عاجلة وملموسة، للخروج من أزماته المتعددة التي فاقم من وطأتها فشل الحكومة في تنفيذ خطط الإصلاحات الاقتصادية السابقة، وتجاهلها لمطالب محاربة الفساد، فضلاً عن تردي البنية التحتية.
وفقًا لتقديرات منظمات دولية ومن بينها البنك الدولي، فلقد بلغت معدلات الفقر في جيبوتي أكثر من 50%، فيما ذكرت تقارير أخرى أن أكثر من خُمس السكان يعيشون تحت خط الفقر، خصوصاً في المناطق الريفية والقاطنين حول العاصمة.
مصر والدول الثلاث الأكثر فقرًا..
وجاءت مصر، لتصبح الأم لجميع دول القارة السمراءء، وتقف إلى جانب أشقائها في تلك المحنة، فنجد أن مصر كانت قد قدمت لتنزانيا في 8 ديسمبر 2019 مساعدات لمتضررى الزلزال الذي ضرب منطقة كاجيرا بشمال تنزانيا، تجاوزت المساعدات 4.5 طن تضمنت العديد من المواد الطبية والأجهزة الطبية الأولية، فضلا عن الخيام لإيواء من تضررت منازلهم، وقد بلغت تكلفة تلك المساعدات 70 ألف دولار أمريكى، تسلمت السلطات التنزانية ممثلة في مكتب رئيس الوزراء التنزاني المساعدات المصرية.
أما عن مصر وجيبوتي، وقع كل من وزيرة التعاون الفني سحر نصر ووزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي محمود على يوسف اتفاق التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، كانت قد بدأت مجموعة شورى المصرية استثماراتها فى جيبوتى بافتتاح بنك شورى وبدء العمل به منذ 2010، ومن المقرر أن تصل قيمة استثمارات المجموعة فى جيبوتى إلى 450 مليون دولار أمريكى بعد اكتمال إنشاء مصنعاً للأسمنت ومنتجعاً سياحياً.
وشهد عام 2018، قمة التوهج في العلاقات المصرية الأوغندية ففي 27 سبتمبر 2018 أنهت اللجان الفنية والتوجيهية المشتركة لمشروعات التعاون الفني بين مصر وأوغندا أعمالها، وحققت الاجتماعات أهدافها، في متابعة تقدم سير العمل وحجم الإنجاز في كافة المشروعات، وبحث سبل تذليل أي معوقات لضمان استمرارية تلك المشروعات.
وخلصت اجتماعات اللجان الفنية المشتركة، إلي الاتفاق على إنشاء ٥ سدود لحصاد مياه الأمطار، في مناطق متفرقة فى أوغندا، كما تم الاتفاق علي إجراءات إعداد المرحلة الثانية من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة "كاسيسي"؛ استثمارا للنجاحات التي تحققت في المرحلة الأولى.
مصر ومنطقة التجارة الحرة القارية
وكان قد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات قمة "رؤساء الدول والحكومات الاعضاء بالاتحاد الإفريقي"، والمنعقدة بالعاصمة الرواندية كيجالي، إن إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يعد خطوة كبيرة نحو إقامة السوق الإفريقية المشتركة وصولا إلى الاتحاد الاقتصادي للقارة.
وأبرز موقع "أي ويتنس نيوز" الجنوب أفريقي والناطق باللغة الإنجليزية ما دعمته مصر من مبادرة إنشاء منطقة تجارة حرة قارية.
ورأى الموقع الجنوب أفريقي أن المصريين منخرطون بشكل كامل في دفع إصلاحات الاتحاد الإفريقي.
وأشار إلى أن إحدى المبادرات الرئيسية المدعومة من القاهرة هي منطقة التجارة الحرة القارية (CFTA) ، وهي مبادرة وافق عليها 44 من بين 55 دولة عضو في مارس 2018.
ونوه الموقع إلى أن السوق المنفردة هي من أبرز برامج "جدول أعمال 2063" التابع للاتحاد الأفريقي، وبالتالي سيحتاج الرئيس السيسي إلى الدفع بقوة للتصديق على هذا الاتفاق.
أخيرا..
اخيرًا نجد أن مصر حريصة دائما وبشكل مستمر على دعم الأشقاء في القارة الإفريقية بكل ما أوتيت من قوة فهي حريصة على النهوض ليس باقتصادها فقط، بل أيضًا باقتصاد الدول الأفريقية والقارة بشكل أوسع.
