تعامدت الشمس اليوم السبت 22 أكتوبر 2016، على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بقدس الأقداس بمعبده في أبو سمبل بأسوان، في ظاهرة فريدة تتكرر مرتين كل عام 22 أكتوبر و22 فبراير، تمثل إعجاز فلكي قديم لقدماء المصريين.

بدأت ظاهرة تعامد الشمس في تمام الساعة الخامسة و52 دقيقة صباحًا، واستمرت لمدة 22 دقيقة، قطعت خلالها أشعة الشمس 60 مترًا داخل المعبد، مرورًا بصالة الأعمدة حتى حجرة قدس الأقداس لتسقط أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني.

الآلاف يشاهدون الظاهرة

وشارك في مشاهدة الظاهرة الآلاف من السائحين والمصريين، وبحضور وزراء الآثار خالد عناني، والثقافة حلمي النمنم والسياحة يحيي راشد، ومرشحة مصر لرئاسة منظمة "اليونسكو" السفيرة مشيرة خطاب، مع تواجد إعلامي كبير يمثل 20 وكالة عالمية ومحطات تلفزيونية فضائية.

ويعتبر هذا الحدث الفريد من الأحداث الهامة التي تحرص فيه مصر على إظهار مدي ترحيبها واهتمامها بالسائح الأجنبي، وفرصة جيدة لإعادة تسويق السياحة وعودة السائح من جديد إلى زيارة مصر.

غياب الشمس 22 فبراير الماضي

يذكر أنه في 22 فبراير الماضي غابت الشمس عن وجه تمثال فرعون مصر رمسيس الثاني، في ظاهرة تحدث لأول مرة بالتاريخ منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وتأثرت ظاهرة التعامد بالتغيرات المناخية والطقس، حيث حجبت الشبورة المائية وإنعدام الرؤية أشعة الشمس.

أدى ذلك إلى غضب المئات من السائحين الذين حضروا من بلادهم لمشاهدة هذه الظاهرة الفريدة من نوعها، والتي تستمر لمدة 20 دقيقة تقريبًا مرتين في العام.

ظاهرة تاريخية فريدة

تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبد أبو سمبل في جنوب أسوان من أشهر الظواهر الفلكية التي يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، ويتزامن تعامد الشمس مع عيد ميلاد فرعون، وعيد جلوسه على العرش، وتأتي أهمية هذه الظاهرة أنها توضح مدى تقدم الفراعنة في علم الفلك والتحنيط والنحت والهندسة المعمارية.

يوذكر أن التعامد على وجه الملك رمسيس يستمر لمدة 20 دقيقة من بزوغ الشمس، ولكنه لا يحدث على التمثال المجاور "بتاح" والذي كان يعتبره القدماء إله الظلمة.

تغير تاريخ التعامد

اكتشفت ظاهرة تعامد على وجه رمسيس الثاني في عام 1874، لمستكشفة الإنجليزية إميليا إدواردز والفريق المرافق لها، وقامت بتسجيل هذا الحدث في كتابها "ألف ميل فوق النيل" المنشور عام 1899، وكانت الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني في قدس الأقداس داخل معبد أبو سمبل يومي 21 فبراير و21 أكتوبر، لكن التاريخين تغيرا إلي 22 فبراير و22 أكتوبر بعد نقل المعبد في ستينات القرن الماضي لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي.