رجل في العقد الخامس من العمر، يرتدي جلباب قديم ويضع على كتفه عباءة بنية اللون، تراه من بعيد كشخص فقير، يدخل القطار ويوزع ورقة الأذكار على الركاب ويضع رقمه الخاص عليها، في سابقة جديدة من نوعها، واعتقده الكثير أنه عراف والبعض الآخر قال إنه يكشف الودع من خلال الأذن.

عند ركوبة القطار، يستخدم رجل الخمسينات أسلوب الفكاهة مع الركاب، ليسمحوا له بالكشف على أذانهم، وذلك بواسطة كشاف صغير يحمله بيده، ليستطيع بخبرته المهنية التفرقة بين المريض والمعافى، ثم يقوم بإخراج شنطته القديمة ليستخرج منها بعض المطهرات، وأدوات صغيرة، خاصة بدكتور الأذن والحنجرة ولكن الغريب في هذه اللحظات، وجد كثيرًا من الركاب يعرفونه، ويطلقون عليه لقب دكتور ويتسابقون عليه لإجراء الكشف، كما يستطيع أيضًا من خلال الكشف معرفة الحالة النفسية لدى الأشخاص، فيقول لأحدهم "أذنك سبب في تعاستك ومزاجك السيئ".

واستطاع هذا الشخص اسعاد الكثير من ركاب القطار والكشف عليهم، أنه الدكتور سيد شكري، رئيس قسم الأنف والأذن بأحد المستشفيات، من بركة السبع بمحافظة المنوفية، الذي يساعد بما يستطيع لاسعاد من حوله ويكشف عليهم بالمجان في وقت قل فيه المجان وغلت أسعار الأدوية ليتبع سنة رسول الله في قولة "الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين".