لم ننكر أننا كنا نحلم ليل نهار بمثل هذا القرار الذي لم نكن في حاجة إليه لأننا نعلم أن إسرائيل محتلة للقدس العربية ودولة فلسطين كليتا ولكن كنا نحتاج إلى تأييد دولي يساندنا في الإعتراف بحقوق الفلسطينيين والإعتراف بمقدساتهم حتى يكون شاهد على ما فعلته إسرائيل وما ستفعله بعد هذا القرار لذلك "المواطن" يرصد ماذا بعد قرار اليونيسكو القدس محتلة من إسرائيل في السطور التالية :

"هوكيين" انحطاط الدول العربية
قال كرمل شاما هكوهين سفير إسرائيل لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» ، نتيجة التصويت الأخير في اليونسكو ضد إسرائيل بأنه "انحطاط جديد من قبل الدول العربية"، على حد وصفه .

وعن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قوله خلال خطابه في مسابقة التوراة في القدس، إن "القدس هي عاصمة الشعب اليهودي، رغم محاولة اليونسكو إنكار هذه الحقيقة البسيطة. نحن نكفر باليونسكو ونؤمن بحقيقتنا فقط.. وهي الحقيقة"، على حد تعبيره .

ولذلك لإعلان اليونيسكو أن القدس عاصمة فلسطين وإسرائيل محتلة لها
وهذا بعد أن صوت أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو في باريس لصالح تأكيد القرارات السابقة للمنظمة باعتبار إسرائيل محتلة للقدس، ورفض سيادة الأخيرة عليها، وجرى تمرير القرار بأغلبية 22 صوتا، ومعارضة عشرة أصوات، وامتناع أو تغيب الدول الباقية.

رفلين نقل السفارت للقدس
كما أعتبر رؤوفين ريفلين رئيس إسرائيل ، أن هذا الوقت المناسب لهم لإعلان القدس عاصمة رسمية لإسرائيل موجها كلامه للدبلوماسيين الأجانب ، وليس فقط حسب القانون، حان الوقت لنقل كل السفارات الرسمية إلى القدس".

أفيجدور "عار" _ أردان "يشكر الدول العربية التي عارض القرار"
عبر وزير الأمن أفيجدور ليبرمان: "بكلمة واحدة، هذا عار"، وقال وزير المواصلات والاستخبارات بإسرائيل كاتس: "الرد الحقيقي على قرار اليونسكو وكل من يشكك بحقنا في القدس هو تمرير قانون القدس الكبرى والذي يحدد توسيع حدود القدس وتعزيز الغالبية اليهودية فيها"، وشكر وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان الدول التي عارضت القرار.

ووصف رئيس المعسكر المعارض، يتسحاق هرتسوغ الى الشاجبين، قرار اليونسكو بأنه "مشين، لا سامي ومعادي لإسرائيل"، وقال: "القرار يزور تاريخ الشعب اليهودي وارتباطه الذي لا يتزعزع بعاصمته الابدية القدس، قرار تعيس ولا توجد له أي مكانة وسيجد طريقه إلى مزبلة التاريخ، تماما مثل اتهام الصهيونية بالعنصرية"، على حد قوله

كما أن القرار "يدعو إلى احترام الوضع الراهن للأماكن الدينية، بما في ذلك مجمع المسجد الأقصى، الذي لا يزال يتعرض للتهديد عبر التحريض الممنهج والأعمال الاستفزازية الصادرة من جانب الحكومة الإسرائيلية والمجموعات اليهودية المتطرفة".

ويأتي القرار الأخير بعد نحو أسبوعين من قرار مماثل صدر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة اليونسكو أدان القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المسلمين إلى الأماكن المقدسة في مدينة القدس.

وتشهد علاقة إسرائيل بمنظمة اليونسكو توترا متصاعدا منذ تعليق الأولى دعمها المالي للمنظمة الأممية على خلفية قبول طلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية.

وتنادي إسرائيل باعتبار مدينة القدس بأكملها عاصمة لها، وهي الدعوة التي لا تحظى بقبول دولي. في المقابل، يرغب الفلسطينيون في اعتبار القدس الشرقية، والتي تحوي الأماكن المقدسة، عاصمة لدولة يسعون لتحقيقها تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

من جانبه قام سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون بانتقاد القرار بشدة عقب صدوره وقال :" هذا القرار المتخبط والمخادع بصورة صارخة، ومحاولات التشكيك في علاقة إسرائيل والقدس، لن تغير الحقيقة البسيطة بأن هذه المدينة هي العاصمة التاريخية والأبدية للشعب اليهودي. إسرائيل لن تقف صامته أمام هذا القرار المخجل".

على الجانب الأخر رحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالقرار وقال إنه : "انحياز للحق الفلسطيني، وسنواصل حماية مقدساتنا وتراثنا بأدوات القانون الدولي"

وهاجمت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي حوطفيلى هي أيضا القرار وقالت إن المنظمة الدولية تواصل "تزوير التاريخ" من خلال تعريفها بأن إسرائيل تحتل مدينة القدس.

واعتبرت حوطوفيلي أن القرار سياسي وسوف يؤثر على مكانة المنظمة الثقافية. وشددت على أن "إسرائيل لا تحتاج الى موافقات الهيئات السياسية حتى تربطها مع علاقتها التاريخية المؤكدة مع "عاصمتنا الأبدية القدس المستمرة منذ 3000 عام والتي يؤكدها كل حجر في المدينة.

وانتقد أيضا الإسرائيلي يائير لابيد "رئيس حزب "هناك مستقبل" القرار وقال : "قرار اليونسكو باعتبار مدينة القدس محتلة من قبل إسرائيل، سخيف ومعادي للسامية"

وبعد اتخاذ القرار قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي فإن القرار تم تقديمه بالتنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية، وبدعم من الدول العربية.ويؤكد مشروع القرار أن إسرائيل تحتل مدينة القدس ويؤكد فلسطينية البلدة القديمة، ويشمل أيضا الاعتراف بأن المقابر في مدينة الخليل وقبر راحيل في بيت لحم مقابر إسلامية.والقرار الصادر يصادق على 18 قراراً تم إقرارها مسبقاً في اليونسكو ضد إسرائيل، ومنها عدم أحقية إسرائيل في الأماكن المقدسة في القدس، وأن هذه الأماكن تابعة للمسلمين فقط،، وليس لليهود أي حق فيه

وعلى تلك القرارات، سيترتب عليها عدم فعالية وقانونية أي قرارات أو إجراءات تقوم بها إسرائيل في هذه الأماكن.

ويؤكد أن القرار يستنكر أعمال هيئة الآثار الإسرائيلية في القدس، وسيطالب بوضع مراقبين دوليين بالمدينة لمنع هذه الأعمال والحفريات التي تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية.

حيث اقتحم المسجد الأقصى مجموعات من المستوطنين اليهود أغلبهم من المتدينين ، من باب المغاربة بحراسة معززة ومشددة من قوات الاحتلال الخاصة.

واستمعت هذه المجموعات إلى شروحات حول أسطورة الهيكل المزعوم مكان الأقصى؛ في حين يتصدى مصلون لهذه الاقتحامات وجولات المستوطنين الاستفزازية بهتافات التكبير الاحتجاجية.

كما أن للمسجد الأقصى تاريخ طويل مع الاعتداءات الإسرائيلية منذ احتلال القدس الشرقية في عام 1967، وصل إلى ذروته في عام 1969، عندما أقدم سائح صهيوني على إحراق المسجد الأقصى، ما أدى إلى تدمير منبر صلاح الدين، الذي تم استبداله أخيراً.

وتعد من أولى هذه الإعتداءات في السادس عشر من يوليو عام 1948، عندما قصفت المجموعات الصهيونية المسجد وساحاته بخمس وخمسين قنبلة، ومن المعروف ان اليهود يهتمون جدا بالتواريخ التي لها ذكرى معينة لديهم وتاريخ 21/8 يعني شيئا مهما في التاريخ اليهودي وهو تاريخ تدمير الهيكل، ولهذا ارادوا ان يكون نفس التاريخ هو تاريخ حريق المسجد الاقصى المبارك.

حيث اشتعل الحريق في المسجد في صباح 21/8/1969 بعد ان أدى المصلون صلاة الفجر في المسجد الاقصى المبارك وفرغ المكان من المصلين ، وكان في ثلاثة مواضع:

الأول: في مسجد عمر الواقع في الزاوية الجنوبية الرقية للمسجد الاقصى والذي كان يرمز إلى المسجد الاول الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما استلم مفاتيح القدس من بطريك البيزنطيين صفرونيوس الدمشقي
الموضع الثاني: في منبر صلاح الدين الأيوبي والمحراب، بهدف حرق عنوان النصر الذي أحرزه القائد صلاح الدين الايوبي عندما حرر القدس من الصليبيين سنة 1187م.
والموضع الثالث: في النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الاقصى وترتفع عن ارضية المسجد حوالي عشرة امتار ويصعب الوصول اليها من الداخل بدون استعمال سلم عالي، الامر الذي لم يكن متوفرا لدى دنيس روهان. وكان حريق هذه النافذة من الخارج وليس من الداخل، مما يدل على ان هناك افرادا آخرين ساعدوا روهان من الجهة الغربية في الخارج حيث كانت تحت اشراف الاسرائيليين بعد ان هدموا حارة المغاربة وسيطروا على بوابة المغاربة.

قام الاسرائيليون بإشعال الحريق ، قطع المياه في بلدية القدس عن المسجد الأقصى المبارك لكي لا يستعمله المواطنون في إطفاء الحريق ، كما أن سيارات الإطفاء الإسرائيلية من بلدية القدس حضرت متأخرة بعد أن أطفأ الأهالي المقدسيون جميع النيران.

وقد تم تصوير عملية الإطفاء التي قام بها الشباب المقدسيون الذين استعانوا بالبراميل ونقلوا المياه يدويا من الآبار الموجودة في ساحات الحرم القدسي الشريف وأخرجوا السجاد المحترق إلى الساحات الخارجية، وجمع القطع الصغيرة التي بقيت من الحريق من آثار منبر صلاح الدين الأيوبي. وهي محفوظة الآن في المتحف الإسلامي في الحرم القدسي الشريف.

وعن زعيم العصابة التي نفذت الحريق "دنيس روهان" فقد قضت السلطات الاسرائيلية بجنونه، وحكمت عليه بالنفي إلى بلاده أستراليا.

وهكذا دائما الصراع الإسرائيلي على المقدسات العربية لم ينتهى بعد ويزال قائم على مر التاريخ وخاصة داخل القدس والمحتلة في فلسطين .