المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"مؤتمر سوتشي".. المساومة على جثث السوريين.. إجتماع للإنقاذ أم للتقسيم

الخميس 23/نوفمبر/2017 - 10:42 م
سيد مصطفى
طباعة
ينتظر سكان سوريا ما ستسفر عنه اجتماعات البلدة الروسية الهادئة المسماة بـ "سوتشي"، حيث يجتمع قادة البلدان الثلاثة الأكثر فاعلية في الملف السوري على الصعيد الميداني والسياسي، إيران وتركيا وروسيا، وقد ارتبطت منذ نحو عام باتفاقات ضمن مسار أستانا لحل الأزمة السورية، والتي أفرزت الاتفاق على مناطق خفض التصعيد الخمس، بما ساهم في التهدئة الميدانية النسبية التي عرفتها البلاد.

قال إبراهيم كابان، الباحث والمحلل الاستراتيجي الكردي السوري، بمركز الدراسات الكردية، إن روسيا راعي مؤتمر سوتشي أو ما يسمى بـ"مؤتمر الشعوب السورية"، بتدخلها العسكري العنيف لمساندة نظام بشار الأسد، تسببت في تدمير معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة، وساهمت بشكل مباشر في إعادة جيش الأسد إلى هذه المناطق بمساعدة الأتراك، وساهمت في نفس الوقت في استعادة دير الزور، مقابل دعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة داعش لقوات سوريا الديمقراطية.

وباتت سوريا تحكمها أيادي مختلفة، منها وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تسيطر على ثلث الأراضي السورية، في الوقت الذي تسيطر جبهة النصر والفصائل المتطرفة والمدعومة من تركيا على إدلب وبعض المناطق في شمال حلب، والبعض الآخر من المجاميع المسلحة تسيطر على بعض المناطق في محاظفتي درعا والسويداء. 

وأكد "كابان" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أنه مع نهاية اقتراب تحرير كافة سوريا من تنظيم الداعش، فإن المحاولات السورية تنصب بطبيعة الحال في البدء بحلول من شأنها الحفاظ على بقاء نظام الأسد مقابل إعطاء بعض الامتيازات للمعارضة المتنوعة، بعد أن نفذت المجموعات المدعومة من تركيا مخطط تسليم المناطق الحيوية للنظام وتوجيه حربها إلى المنطقة الكردية وشمال سوريا لخدمة الأهداف التركية.

وأوضح "الباحث السوري" أن تركيا بدورها تحاول بشتى الوسائل إقناع الروس بتهميش قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا، وهو ما لا يمكن تحقيقه بحكم أن هذه الإدارة وقواتها تسيطر على مناطق هامة إقتصاديًا، وتتكون من فسيفساء اجتماعي تمثل أنموذج مصغر لسوريا.

وأضاف "كابان" أن نواة هذا المؤتمر تتمحور حول تكريس الطرف الروسي لما حققته على الأرض، إلا أن المصالح الأمريكية تفرض واقع، ومصالح الشمال السوري من خلال إشراك حلفائه المحليين "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن المؤتمرات الأساسية، التي تنجم عن حلول للوضع السوري، وهو ما يصر عليه الطرف الروسي في إشراك الكرد رغم الرفض والمحاولات التركية لإفشال هذه المساعي.

وبين أنه من الواضح دون مشاركة القوى الفاعلة على الأرض في الحوارات الجادة لن تأتي بأية حلول لطالما أن الحلول ستكون سورية – سورية، وبما أن هذا المؤتمر مختلف عن جميع المؤتمرات السابقة، فإن التكهن بنتائجه أمر غير صائب، وإنما قراءة الأهداف التي تبلورت خلال الأحداث الأخير توضح لنا بعض الجوانب الهامة من هذا المؤتمر طالما أن الإعتراف بالتنوع السوري وإشراك الأطراف الأساسية في مجرياتها تبشر بتطورات قد تكون لصالح إنهاء الحرب الأهلية. 

وأردف "كابان" أن الإدارة ذاتية وقوات سورية الديمقراطية تدرك حجم التحركات التركية وخباثتها في خلق القلاقل أمام إيجاد أي حل حقيقي للأزمة السورية، إلا أن المجتمع الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والروس يدركون تمامًا بأن أية حلول في سوريا لن تجد طريقها إلى التطبيق ما لم تشارك القوى الحقيقية والفاعلة على الأرض.

وقال ياسر المسالمة، السياسي والكاتب السوري المعارض، إن القراءة الأولية لاجتماع سوتشي بين بوتين وأردوغان وروحاني هي بيع نهائي من قبل الرئيس التركي للقضية السورية في مقابل ضمانات روسية بالقضاء على قوات سوريا الديمقراطية، بذات الوقت الذي حصلت فيه طهران على مصالحها كاملة وإعادة لاتفاق قواعد الاشتباك مع إسرائيل ليعود الحلف الإيراني الإسرائيلي إلى التفعيل من جديد بضمانات روسية.

وأكد "المسالمة" أن بوتين قال، "إن بشار الأسد وافق على إقامة انتخابات حرة، وهذا الكلام يدين بوتين ويدين كل ما فعلته خلال الأعوام السابقة، كما يوجد ضغط كبير مارسته القمة على اجتماع الرياض2، ربما سيغير شيئا من المسودة الأولى.

ووصف السياسي السوري، أن الدول المحتلة لسوريا اتفقت والسوريون يضرسون، وترامب الغائب الحاضر سيظهر قريبا، ربما يبعثر الأوراق لتبدأ جولة جديدة من اللعب.

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads