المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في يومها المصري.. المرأة تحاصر بـ"إنتي عانس" واللي عنده معزة يلمها"

الخميس 16/مارس/2017 - 11:35 م
مي أنور العطافي
طباعة
تحتفي البلاد بيوم المرأة المصرية التي يتحدث عنها جميع شعوب العالم بأصالاتها ومدى شجاعتها وبسالتها، حيث يعرف عن المرأة المصرية الصمود في الشدائد، إلا أنه في السنوات الأخيرة أخذت صورة المرأة في منحى آخر يستحي الوضع نفسه من وضعها به.

أخذت تُعرض المرأة في لوحات الإعلانات وكأنها السلعة المراد بيعها في موضوعات هي بعيدة كل البعد عن استخدامها بهذه الكيفية، وانقسم المجتمع ذاته على رؤية المرأة كقائد مغوار في ميدان قتال التحديات المجتمعية والاقتصادية، وبين آخر يراها سلعة تفسد بطول المدة فيطلقون على من تأخر زواجها لفظ "عانس" ومن تخرج "اللي عنده معزة يلمها".

المرأة للإثارة والشو
قالت دراسة بجامعة المنصورة، إن 76% من إعلانات التليفزيون تركز على الدور الأنثوي للمرأة، كما أن 84.3% من هذه الإعلانات صوَّرت المرأة بهدف الإثارة، سواء من خلال التركيز على أجزاء من جسدها، أو الإيحاءات الحركية واللفظية لإثارة غرائز المشاهد، وهو ما اعتبرته الدراسة بمثابة السخرية من المرأة.

وأوضحت دراسة بالجامعة الأمريكية، أن مصر تعتبر من الدول القليلة التي يزيد فيها عدد السيدات على عدد الرجال في الإعلانات التليفزيونية، مقارنة بدول أوروبا المتقدمة التي تزيد فيها نسبة ظهور الرجال في الإعلانات على السيدات، مشيرةً إلى أن الإعلانات تُظهر المرأة على الشاشة كمخلوق ساذج لا هم له إلا الأكل والشرب والتجميل، ومن هنا كان التركيز على سمات الشكل أكثر من إبراز سماتها الشخصية ومشاركتها في المجتمع.

المرأة سلعة إعلانية
قالت مسئول ملف المرأة والعمل بمؤسسة المرأة الجديدة، منى عزت، إن الإعلانات تركز في إظهار المرأة كسلعة مثل المادة الإعلانية، مستغلين بذلك جمالها من تقديم التدليل والعطف، وليس على أنها إنسان ولها أدوار مختلفة في الحياة.

ونوهت "عزت" فى تصريحات لـ"المواطن" إلى أنه لا توجد مؤسسة إعلانية في مصر تقدم رسالة مجتمعية إيجابية عن المرأة، بل إنها تعيد إنتاج أفكار المجتمع السلبية نحو المرأة في صيغة إعلانية مقدمة على الشاشات، مشيرة إلى أن "الإعلانات تقدم المرأة جميلة وبتتعاكس عشان البضاعة بتاعتها يتم ترويجها".

إنتى عانس
أعدت إحدى شركات الزيوت حملة ضد معاناة الفتيات من لقب العنوسة، بعنوان "إنتي عانس" الأمر الذي أثار العديد من الانتقادات ضد الحملة نفسها التي تهدف إلى إيقاف تلك الألقاب المسيئة للفتيات بشكل، أغضب الكثير من بنات حواء، حيث اعتبرن فكرة الحملة إهانة واضحة لهن، فيما رأى البعض أنها فكرة جيدة تناقش قضية معاناة بعض الفتيات من الكلمات الجارحة حسب مشكلة كل واحدة منهن.

ورغم دفاع "ماهي الأشرم"، القائمة على اختيار وتنفيذ التصميم الخاص بالإعلان حول تصميم الإعلان وسبب اختيار الصورة والكلمة التي قوبلت بهجوم شديد، من الهدف من استخدام لفظ إنتي عانس وصورة البنت المكسورة هو توضيح الأذي النفسي الذي يقع على الفتاة نتيجة استخدام المجتمع لأمثال شعبية وألفاظ جارحة متداولة وحان الوقت لتغيير هذا الفكر الذي يرى أن زواج الفتاة أهم من النجاح والطموح، إلا أن عنوان الحملة والصورة التي يظهر بها كل ملامح الانكسار واضحة وجلية، عملت على الإيذاء النفسي لمعظم الفتيات فكان المردود سلبي أكثر منه إيجابي.

وتبقى الفتاة التي تجاوز بها العمر في أعين المجتمع الذي يحاول أن يظهر تحضره تجاه المرأة بـ"العانس"، وكأن الزواج هو الحياة وليس محطة من محطاتها.

"اللي عنده معزة يلمها"
أثارت تسجيلات صوتية عبر تطبيق "الواتس آب"، سخط العديد من محتوى المكالمة، حيث اتجهت والدة طفلة إلى والد طفل صغير يدعى عبد الرحمن للشكوى من طفله الذي قبًل ابنتها، رافضة ما فعله الصغير ومطالبةً والده باتخاذ موقف معه لتقويمه، إلا أن رد ولي الأمر الذي يعد شاب يسهم في بناء مجتمعه جاء صادمًا "ابني يبوس اللي عايزة"، "واللي عنده معزة يلمها".

المجتمع يصنف على أساس النوع.. والمرأة في الطبقة الدنيا
وقالت مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، الدكتورة عزة كامل، إن المرأة هي حجرة التنمية الأساسية في المجتمع ويجب وضعها في مكانتها المناسبة فهي أم وأخت وزوجة وابنة، موضحة أن تقييم المرأة بصورة نوعية على أساس النوع، وأنها في المرتبة الأدنى، إذ يجب تصحيح هذه الصورة النمطية التي كونت بعضها وسائل الإعلام.

وناشدت الأمهات من بناء جدار ثقة قوية ببناتهم كي يستطيع مقاومة كل تلك النظرات النوعية من إخلال إثبات أنفسهن لمحاربة ألفاظ العنوسة، وللدفاع عن أنفسهن ضد أي عنف.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads