المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

علاقة تركيا والاتحاد الأوروبي تحد من خطر إنهيار المنطقة.. وقوة أردوغان تقل أمام خصومه

الخميس 26/أكتوبر/2017 - 05:00 م
عواطف الوصيف
طباعة
شهدت العلاقات المتبادلة بين تركيا والإتحاد الأووربي، تدهور ملحوظ خاصة منذ منتصف 2010، وكان السبب أن الإتحاد الأوروبي أعتبر أن حكومة الرئيس، رجب طيب أردوغان تتمتع بأفكار وإتجاهات استبدادية، وبات التدهور أكثر وضوحا، بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة عام 2016، بسبب الإجراءات التي اتبعها أردوغان، فقد أعتبر الأتحاد الأوروبي، أن تركيا تشهد أكبر حملات إعتقال عرفتها على مدار تاريخها، في حين رأى أردوغان أنه يمارس حقه في معاقبة من حاولوا الإيقاع به وبالبلاد.

من النقيض للنقيض..
وقف الأتحاد الأوروبي مع تركيا، في فترة من الفترات لأنه وببساطة أعتبرها شريك أساسي في إدارة تدفقات الهجرة خلال أزمة اللاجئين، لكن اتخذت العلاقات بين الاتحاد وأنقرة منعطفاً آخر للأسوأ، مع اعتقال تركيا التعسفي بعض المواطنين الألمان، الأمر الذي دفع الحكومة الألمانية إلى تقديم النصائح لمواطنيها بعدم السفر إلى تركيا، ودفع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل إلى القول إنها تريد تجميد المساعدات المالية قبل انضمام أنقرة، وتعليق المفاوضات لتعزيز الاتحاد الجمركي، وإلغاء مفاوضات الانضمام. وجاءت هذه الدعوة في الوقت نفسه الذي أصدر البرلمان الأوروبي قراراً غير ملزم بإنهاء المحادثات، وأدت هذه التطورات إلى توتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى أقصى حدودها.

العلاقات الأمريكية التركية..
إذا بحثنا العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة، سنجد أنها سيئة وتزداد تفاقما، وكانت البداية حينما عملت أنقرة على شراء، نظام دفاع جوي من طراز إس 400 من روسيا، بدلاً من نظام غربي، وهذا يقوض التحالف، حيث إن النظام الروسي غير قابل للتشغيل المتبادل مع أنظمة حلف شمال الأطلسي، كما نشب توتر علني بعد أن اعتقلت أنقرة موظفاً في القنصلية الأمريكية في أنقرة، وكانت النتيجة أن واشتطن ، توقفت عن إصدار تأشيرات للمواطنين الأتراك، وردت تركيا بالمثل.

حدة التوتر الأمريكية التركية..
من غير المحتمل أن تتراجع حدة التوتر بين واشنطن وأنقرة، بل ربما ستزداد سوءاً، خاصة وأنه من المستبعد أن تحقق واشنطن أمال تركيا وتتوقف عن دعمها لحزب الإتحاد الديمقراطي، لأن واشنطن وببساطة تريد أن تكون شريك على الأرض قادر على منع عودة "داعش"، وأن يكون لها دور في دمشق مماثل لدور روسيا وإيران وحزب الله، ومن الصعب أن تقبل أن تتفاعل تركيا، مع منظومة الولايات المتحدة شريكة فيها.

حلقة خارجية..
من المعروف أن الولايات المتحدة، لها تأثير قوي على الإتحاد الأوروبي، وبالتأكيد يحرص الأتحاد على تحسين هذه العلاقة أكثر وأن لا يخسرها، لكن هذا لا يعني أن تخسر تركيا، فيتعبن عليها الحفاظ على عملية الانضمام، مع تقديم عرضا طموحاً يتجاوز التحديث المقترح للاتحاد الجمركي، ليشمل تحسين الوصول إلى السوق الأوروبية، في ما يتعلق بالسلع والخدمات وزيادة حركة اليد العاملة.

الخلاصة..
وفي نهاية المطاف، لا يمكن وضع أجندة بناءة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلا إذا غيّرت تركيا مسارها الحالي، وهذا يعتمد على السياق الأوسع للعلاقة بين تركيا والغرب، ولكن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يساعد على الحد من خطر انهيار كامل للعلاقات، من خلال النظر بعيداً عن محادثات الانضمام الفاشلة، وتطوير طرق جديدة للعمل معاً.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads