قامت قوات الإحتلال الإسرائيلي، منذ سبعة أيام بتدمير نفق في غزة، زاعمة أنها أكتشفت أن هذا النفق يربط بين قطاع غزة، وإسرائيل، مما يجعل عملية دخول ممثلي الجماعات المسلحة إليها، أمرا سهلا، لذلك عملت على تدميره حرصا منها على سلامتها.

إسرائيل في النهاية لا تزيد عن كونها دولة إحتلال، يعمل ممثليها من القادة والرؤساء على، نشر أوهام بأنهم أصحاب الأرض، وأن هيكل سليمان، مدفون في هذه الأرض، وهم يريدون هدم المسجد الأقصى، لذلك فتلك العملية التي قاموا منذ أسبوع من الصعب التأكد ما إذا كانت حقا محاولة منهم للدفاع عن أنفسهم، ومن المرجح، أنها محاولة منهم لتدمير غزة، وتحويلها لجمرة نار تأكل أهلها، علما بأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بغاراتها لتدمير هذا القطاع وقتل أهله، وما قام به قوات الإحتلال بعد ذلك خير دليل على ذلك.

انتهاك حرمة الشهيد:
كرم الله عز وجل الشهداء وجعلهم مع الأنبياء والأبرار والصالحين، فهم أحياء عند ربهم يرزقون، لكن من الصعب على قوات تمثل دولة إحتلال تعيش على دماء ضحاياها من الأبرياء، أن يفهموا مثل هذه المعاني، فقد عملت القوات الإسرائيلية بإحتجاز شهداء ممن ينتمون ل"سرايا القدس"، الذين كتب لهم ملاقاة الله أثناء محاولتهم، لإنقاذ من علقوا داخل النفق أثناء الغارة الإسرائيلية عليه، وترفض إسرائيل تسليمهم لذويهم.

رد فعل حماس:
من الصعب على حركة حماس، أن تقف مكتوفي الأيدي، أمام الإجراء الذي أتخذته إسرائيل خاصة وأنها تعتبر نفسها تمثل المقاومة أمام القوة الاحتلالية، فأصدرت بيان رسمي بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي، لتوجيه رسالة تحذير لإسرائيل، بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي، لتؤكد أنها قادرة على استرداد جثامين الشهداء.

محاولة يائسة:
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان صحفي، إن احتجاز الاحتلال لجثامين شهداء النفق، لا تزيد عن كونها "محاولة بائسة"، لفرض معادلة جديدة على المقاومة تدلل على فشل رهاناته، في النيل من صمودهم وثباتهم، مضيفا أن ممارسات الاحتلال لن تسفر عن شيء يصب في مصلحة إسرائيل كما تظن، وإنما النتيجة هي الإصرار أكثر على التمسك بخيار المقاومة والاستمرار في امتلاك، وتطوير كافة أدواتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني.

استعادة الأبطال:
أكد برهوم أن المقاومة التي عرفت كيف تستعيد أبطالها من سجون العدو في صفقة وفاء الاحرار ليست بعاجزة عن استرداد جثامين الشهداء الأبطال,
وفي السياق عقب مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، بأن إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن احتجازه لجثامين شهداء النفق لم يكن مفاجئاً، قائلا في بيان صحفي: "نحن منذ قصف النفق وانتهاء أعمال البحث في المنطقة الخاضعة للسيادة الفلسطينية أدركنا أن الاحتلال الذي منع مواصلة البحث كان يرتكب جريمة مركبة بمنع الوصول للمفقودين داخل النفق".

الاحتلال يرتكب جريمة:
أكد شهاب أن الاحتلال ارتكب جريمة مركبة وهو مسؤول مسؤولية تامة عنها، والحركة ملتزمة بالعمل على استعادة هذه الجثامين الطاهرة بالطريقة والكيفية التي تجبر العدو على ذلك، وهذه مسؤولية مضاعفة أمامنا والتزام لشعبنا وأهالي الشهداء.

الخسة والدونية:
حينما يوجه إتهاما لأحد فدائما ما يرد ويدافع عن نفسه، ويحاول أن ينفي حتى وإن كان يعرف جيدا أنه كاذب وحتى وإن كان يعلم أن من حوله يعرفون أنه مدعي بالباطل، لكن إسرائيل التي دائما ما تحاول أن تظهر للعالم، أنها مقهورة وأن هناك ظلم واقع ضدها كان ردها دليل على خستها، وإجرامها، دون أن تبالي بأي مواثيق دولية أو معايير إنسانية.

جيش الإحتلال يعترف بجريمته:
أعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قواته انتشلت بالفعل جثامين خمسة من مقاومي سرايا القدس، وهم تحديدا الذين ينتمون للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من داخل نفق كان تم استهدافه في جنوب قطاع غزة يوم الاثنين الماضي، مع التأكيد على إحتجاز جثامين الشهداء الخمسة.

الخلاصة:
لا يزال خمسة من شهداء فلسطين، محتجزين تحت سيطرة محتل غاشم، لا يهم إلى أي جماعة ينتمون يكفي أنهم شهداء، حاولوا الدفاع عن أبناء وطنهم ولم يبالوا الموت، أمام إسرائيل، التي لا تعرف، قداسة الشهيد ومكانته عند الله، والأزمة أنها أعترفت وكأنها تقول لمنتقديها في المنطقة، أنها لا تبالي بأي شيء، وهذا ما يستوجب الرد.