من حقيبة مصر زمان ننتقل إلى أشهر المقاهي قديمًا، وقديمًا لم تكن المقاهي أماكن للتسكع أو قضاء أوقات الفراغ، إنما كانت صانعة للثورات ومستقبل البلاد عبر أدوار سياسية أدتها في حقبات تاريخية، وتحولت إلى رمز يفوح منه عبق التاريخ، وشعلة حراك ثوري وثقافي، ووسيلة إعلام لتوجيه العامة، واكتسبت أيضًا العديد من المقاهي قيمتها التاريخية من شهرة مرتاديها في مجالات الفن والأدب والسياسة، وإليك أشهر مقاهي مصر زمان:

1-زهرة البستان:
تقع بالقرب من ميدان طلعت حرب، المقهى عمره أكثر من 80 عام، واشتهر برواده من مثقفي مصر وفنانيها.

2- متاتيا:
وهي معقل الأفغاني، تقع في ميدان العتبة الخضراء بالقاهرة، وكان المفكر الإصلاحي جمال الدين الأفغاني يتخذ من مقهى متاتيا مكانا لاجتماعاته وإلقاء خطبه السياسية، تلك الاجتماعات كان يحضرها عدد من السياسيين الذين قُدّر لهم أن يلعبوا دورًا سياسيًا في ما بعد، مثل سامي البارودي الذي كان له دور في الثورة العرابية، وسعد زغلول الذي فجّر ثورة 1919، إضافة إلى الإمام محمد عبده.

3- ريش:
مقهى "ريش" يزيد عمره عن 110 عام، ويتخذ "ريش" طابعًا أرستقراطيا وتاريخيًا، جلس فيه معظم أدباء وفناني وسياسيي مصر، وأبرزهم نجيب محفوظ وأحمد زكي وعمرو موسى، ويحتوي على قبو سري كان يستخدم قبل نحو 100 عام في إخفاء ثوار عام 1919، كما يحتوي على الطابعة التي كانت تطبع المنشورات حينها.

4-أم كلثوم:
في شارع 26 يوليو بالقاهرة، تجد تمثالًا للمطربة الراحلة ام كلثوم، وهو إشارة لوجود مقهى يحمل اسم "أم كلثوم"، وهو يعتبر أشهر مقاهي تلك المنطقة، ويضمّ لوحةً جداريّة لكوكب الشرق وهى تمسك بمنديلها الوردي، وهناك ركنٌ لصورها، فيه لقطاتٍ نادرة لها مع أقطاب الفن.


5- فينيكس:
في شارع عماد الدين، تجد أحد المقاهي التي جلس فيها معظم مشاهير الفن المصري، أمثال نجيب الريحاني وأم كلثوم ويوسف وهبي ومحمد عبد الوهاب.

6-الفيشاوي:
على بُعد حوالي 2 كيلومتر من شارع محمد علي، تنتقل إلى منطقة الأزهر والحسين، وهى مليئة بمقاهٍ قديمة، مثل مقهى "الفيشاوي" الذي يزيد عمره عن 200 عام، يجلس في مقهى الفيشاوي معظم زوّار القاهرة، بالإضافة إلى الفنّانين المصريّين والعرب، وأشهر روّاده قديمًا كان الأديب العالمي نجيب محفوظ.