قارئ لـ"بوابة المواطن": أحبها ولكن خيوط الماضي بيننا.. ماذا أفعل؟
الإثنين 05/مارس/2018 - 05:11 م
نسمة ريان
طباعة
من منا لم يتعثر يوما ما في درب من دروب حياته.. الكل تعثر يوما ولكن الفرق أن هناك من تعثر وقام سريعا، وهناك من جرح بشدة وأخذ قيامه وقتا، ولكن في النهاية الكل يتعثر، والكل أيضا ينهض.
ولكن الغريب أن هناك كثير من الناس يخشون السير في نفس الطريق مرة أخرى خوفا من تعثر آخر، وأحيانا تحتاج الحياة منا إلى مزيد من التفكير ورؤية الأشياء صحيحة، فكيف الذي تعثر مرة في طريق يتعثر ببساطة مرة أخرى إذا كان عرف الطريق وعرف ما الذي سيتفاداه كي لا يتعثر مرة أخرى.
أرسل قارئ "المواطن" على صفحتنا على "الفيسبوك" بعنوان "أحبها ولكن بيننا خيوط الماضي"،ماذا افعل؟طلبا للمشورة،وجاءت كالتالي:
"مش عارف ظهرت في حياتي امتي، ولا قادر أحدد ليه وازاي، بس كل اللي عارفه فعلا انها غيرت حاجات كتير، ورغم أنها مش قريبة القرب الكبير إلا أنها أقرب حد لقلبي، أنا ببساطة رجل عندي 32 عام، أتجوزت من حوالي أربع سنوات، كان فكرة البيت والأولاد والحياة الأسرية المقياس الأول والأهم والأحلى في حياتي، يمكن ماكنتش أعرف وقتها المقياس الصح للارتباط، بس كنت إنسان واضح وصريح وكنت بعمل حاجات كتير عشان استقرار البيت، مش هشكر في نفسي بس كنت شبه زوج مثالي في أغلب التفاصيل".
"مش هدخل فى تفاصيل المرحلة دي كتير، بس فعلا كانت معايا زوجة عنيدة وقاسية وغريبة ونادرا لما حاجة ترضيها، زادت مشاكلنا وخلافتنا وكل مرة كانت بتكسر حاجة جوايا ناحية العشرة والحب والتمسك بيها، وفعلا زي ما توقعت العناد وصلها للطلاق، كانت أصعب فترات حياتي تقريبا، كل حاجة تعبت عشانها في يوم وكل حاجة حاولت وعافرت واتمسكت بيها دلوقتي بقت ولا حاجة".
"أفترقنا رغم أننا بينا ولد وبنت لسه بيقولوا يا حياة، دخلت في مرحلة كبيرة من عدم الإتزان، مبقتش شايف أي حاجة حلوة ليها معنى ولا أي حاجة في حياتي اصلا ممكن تكون صادقة، عشت وقت مش سهل نهائي وذكريات الماضي بتعاتبني على كل حاجة حلوة قدمتها، وكل حاجة عملتها بزيادة، ومر وقت من شهور لحد ما دخلت حياتي صدفة وكلمتها".
وتابع القارئ: "في البداية كان كلامنا كله مجرد صدفة عادية لسبب ما، بس من البداية وهي بتشدني لطريقة تفكير عقلها بشكل غريب، حسيت انها شبهي كتير، حتي تفاصيل حياتها كانت زيي مع حد كان أناني ومكابر، واتفتح بينا طريق للكلام كبير، شدتني بعقلها وحكمتها في تفسير الأمور، ومنطقها اللي مؤمنة بكل حرف فيه، ساعات كتير كنت بدور علي عيوبها مش لاقي لدرجة قلت ليها مرة "انتي حورية من الجنة".
"هي كمان مهتمة بيه من وقت طويل قبل ما نبدأ الكلام، حاجة فيه بتشتاق لها طول الوقت، وحاجة بتقاوم قربي ليها، أنا اتعرضت لفقدان ثقة كبير فى الارتباط والحب والعشرة والناس، وعندي نوع من الفوبيا رغم اني عارف إن صوابعي مش زى بعضها، وبقيت عارف كمان انها مش زي اي حد ولا حاجة عادية بتشغل بالي ووقتي وبس".
"هي كمان جواها خوف من تكرار نفس التجربة، خايف اقرب انجرح تاني أو أبعد أخسرها، خيوط الماضي كمان بتطاردني وبخاف ساعات كتير اني اجرحها، انا بحبها لكن جوايا الف حاجة عكس بعضها، ماذا أفعل؟".
محررة الصفحة:
عزيزي القارئ، "ماذا لو كنا قاصدين يوما مكان ما ولكننا حينما ذهبنا إليه أضللنا الطريق؟ أنت كنت قاصدا يوما مكانا للحب والعشرة والتمسك ولكنك أضللت الطريق اليه ومن الطبيعي جدا أن تكون مرهق من الرجوع منه، ولكن إذا كنت عرفت بعد هذه التجربة الطريق الصحيح للمكان الذي تمنيت الذهاب اليه وكنت تقصده، ماذا ستفعل؟"
"التقط أنفاسك يا سيدي، ولكن لا تقف، الحياة مليئة بالكثير من التعثرات ولو وقفنا أمام كل تعثر خائفين لم نتقدم خطوة واحدة للأمام" .
"لا أهون من إحساسك يا سيدي، ولكن دعني أسألك ما الذي تخشاه إذا كنت قادرا علي وصفها بهذا الشكل وأنت مرهق ومشتت ذهنيا وعاطفيا، ماذا ستوصفها حين يعود لك الاتزان!" .
"أراها استطاعت أن تجعلك قادرا نوعا ما علي رؤية الفرق، ورؤية الاتجاه الصحيح وجعلتك تعرف حقا ما الذي تعثرت فيه، وهو ما وصفه بدقة كلامك، ورسالتك أكبر دليل أنها جعلتك تعيد ترتيب منطق كل شيء".
"لا أقول لك اتخذ قرارا سريعا، ولكن سيطر على مخاوفك، ولا تضعها في موضع للمقارنة كالمترقب دائما حدوث شيء ما، فإذا كنا قابلنا الشخص الخطأ في الوقت الصح، فالأولي حينما نقابل الشخص الصح في الوقت الخطأ أن نمهد له بكل قوة ألف طريق، واعلم أن لا شئ يحدث في حياتنا عبثا، كل الأقدار ممهدة لطريق آخر".
"تأكد من مشاعرك، وامنح فرصة مليئة بالثقة المطلقة كي تطمئن بك وتكون هي الأمان لك، سيدي لا يوجد على الأرض شخص مهما بلغ حد الكذب والنفاق قادرا علي التمثيل للحد الذي يجعلك تراه "حورية من الجنة"، ربما تكون من هدايا القدر لك، وحتى إن لم تكن لن تكون مثلها جرحا لك، ما بينكما ليس خيوط الماضي ما بينكما غدا وخيوط الحاضر".
