خرجت "نعيمة" إلى النور لتجد نفسها بين الوحوش والحيوانات والألعاب البهلوانية مثل أبيها وأمها وسائر أفراد أسرتها، وعندما بلغت سن العاشرة، تزوج والدها من أخرى غير والدتها التي اضطرت إلى ترك السيرك مع أولادها، لتستقر في شقة متواضعة بشارع محمد علي.

وانتقلت "نعيمة" بعد ذلك إلى ملهى الكيت كات الذي كان يرتاده معظم مخرجي السينما، فالتقطها المخرج أحمد كامل مرسي وقدمها كراقصة في فيلم "ست البيت".

عروسة شيكابوم:

داخل السيرك تلقّت نعيمة عاكف لعبة صغيرة غيّرت مسار حياتها، حيث فوجئت قبل أن تبلغ عامها السابع بسيدة ريفية تطلب مقابلتها وتقدّم لها علبة أنيقة وقالت لها: "سيدي البيه باعت لك الهدية دي".

لم تستطع نعيمة أن ترفض الهدية، وكم كانت فرحتها عندما فتحت العلبة ووجدت بها عروسة ذات خمسة مفاتيح، وكل مفتاح له رقصة تختلف عن رقصة المفتاح الآخر، وكلما أدارت مفتاحًا عزفت موسيقى شرقية جميلة، ورقصت عليها العروسة رقصة بديعة.

وسمعت "نعيمة" من الناس وقتها، أنّ أحسن راقصة في مصر كلها هي "سنية شيكابوم"، فأطلقت على عروستها "شيكا بوم" وكانت عندما تنفرد بعروستها تقلّد رقصتها، وبذلك تعلمت الرقص، وفي إحدى خلواتها بعروستها، فاجأها والدها وهي ترقص وشيكابوم أمامها تعزف الموسيقى وتتمايل مع الأنغام، فأخرج مسدسه وأطلق النار على العروسة فحطمها.

أهم أعمالها الفنية:
"أمير الدهاء، تمر حنة، أربع بنات وضابط، فتاة السيرك، بابا عريس، لهاليبو، مدرسة البنات، يا حلاوة الحب، خلخال حبيبي، النمر، جنة ونار، بياعة الجرايد".

صراعها مع المرض ووفاتها:
شعرت نعيمة عاكف ببعض الآلام أثناء عملها في فيلم "بياعة الجرايد" عام 1963، وعند عمل الفحوصات اكتشفت أنها مصابة بمرض السرطان، حيث صارعت مع المرض في الثلاث سنوات الأخيرة من حياتها، وتوفيت في 23 أبريل 1966 بعد رحلة مع سرطان الأمعاء، وأنهت مشوار 17 عامًا من الفن والتألق والإبداع، حيث توفيت في عمر 37 سنة.