المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"أفلام الفقر والعشوائيات" كيف رسمت الأزمة الاقتصادية

الخميس 31/مايو/2018 - 09:01 م
صابرين عبد الحكيم
طباعة
دائما ما تحاول السينما التعبير عن حقائق الناس ومعيشتهم، وكثيراً ما تنجح في ذلك، فدائماً ما تجد اللعبة تدور حول المستويين، فتاة فقيرة تحب شاب غنيأ أو العكس، بلا تطرقات عميقة في حياتهم الداخلية حتى ظهرت أفلام تركزفي أعماق كل مستوى على حدى.
لو ركزنا في أفلام العشوائيات والفقر نجد أنها مرت بعدة بثلاثة مراحل، المرحلة الأولى هي فترة التسعينات، حيث عرض فيلم "ليه يا بنفسج" الذي اقترب بعض الشيء من قصص الفقراء والكادحين وهو يدور حول أربعة أصدقاء، الأول "أحمد" والذي يحب فتاة رآها لمرة واحدة، الثاني "سيد" والذي يعمل في أحد معامل الأبحاث ويسرق حيوانات التجارب ليزيد دخله، لكن أمره ينكشف فيُطرد من عمله، والثالث "عباس" والمتزوج من نادية والتي لا تحبه، أما الرابع فهو "علي بوبي" الذي هجر الحارة لأعمال غير مشروعة.
من فيلم ليه يا بنفسج
من فيلم ليه يا بنفسج
الفيلم الثاني للمخرج "داوود عبد السيد" بعنوان "سارق الفرح" الذي أشار إلى وجود الطبقية بشكل واضح في مصر، حيث برز بشكل عميق وواضح صراع الفقراء مع الحياة ويدور حول سكان منطقة المقطم، من أبرزهم الراقصة "أحلام"، الذي تقدم لها "شطة" ولكن "أحلام" قلبها متعلق بحب "عوض" بائع المناديل الورقية ، ولحسم الموقف فإنه يتعين على "عوض" تدبير مصروفات الزواج خلال أيام قليلة والتقدم لخطبة "أحلام"، تحاول "أحلام" مساعدة حبيبها، وتفكر في أن تفرط في نفسها، يقوم "عوض" بارتكاب عملية أقرب للسطو المسلح ويسرق ملابس شقيقه ليبيعها، أما "أحلام" فتسهر في شقة أحد الأجانب من أجل مساعدة حبيبها في شراء الشبكة.
فيلم سارق الفرح
فيلم سارق الفرح
الفيلم الثالث هو "يا دنيا يا غرامي" الذي يدور حول ثلاث فتيات هم بطة وسكينة ونوال جارات من حارة واحدة، تجمع بينهن ظروف اجتماعية صعبة متشابهة وأيضا حلم الزواج.

كانت مرحلة التسعينات تبرز صراع الفقراء من الحياة من أجل الحياة وهي عكس المرحلة الثانية وهي فيلم "حين ميسرة" إخراج خالد يوسف وفيلم "إبراهيم الأبيض " إخراج مروان حامد، ركز الفيلمين على صراع الفقراء مع بعضهم البعض، فهم فقدوا قوتهم في زحام الحياة وغلائها فيصبحوا قاسيين على بعضهم البعض، فيلم حين ميسرة يدور حول الفقر والدعارة والتطرف، وكان بمثابة صدمة للجمهور على الرغم من أنهم شاهدوا أفلام تدور حول الفقر في مرحلة سابقة إلا أن "حين ميسرة" كان خادش ومخيف بالنسبة للمتفرج.
فيلم حين ميسرة
فيلم حين ميسرة
أما فيلم "إبراهيم الأبيض" فهو يدور حول طفل صغير يتعرض والده للقتل أمام عينيه على يد عصابة كبيرة تتاجر في المخدرات، فيكبر الطفل وصورة مقتل والده لا تفارق عينيه ويتمنى أن يمضى به الزمن بسرعة لكي ينتقم من كل أفرادها وفي مقدمتهم زعيم العصابة ومن أجل هذا يتدرب إبراهيم الأبيض تدريبات قاسية وعنيفة ويجد أن أفضل وسيلة للإنتقام من أفراد العصابة هي الاقتراب منهم والانضمام لهم ليتمكن من النيل منهم بطريقته الخاصة، وفي سبيل هذا يشاركهم عملياتهم الخطيرة ليكسب ثقتهم.
أحمد السقا في ابراهيم
أحمد السقا في ابراهيم الأبيض
المرحلة الثالثة وهي أفلام "محمد رمضان" "عبده موتة " و" الألماني" و" قلب الأسد"، التي تفتقد الى القصة ولكنها تتكون من راقصة جديدة، أغاني مهرجانات، فرد عضلات الممثل، توليفة رابحة ماديا ولكنها فاشلة سينمائياً ربما هي الأفضل في التعبير عن العشوائيات.
فيلم عبده موته
فيلم عبده موته
لو ركزنا في المراحل الثلاثة نجد أننا نبتعد عن التعبير عن الفقر والعشوائيات أكثر، تحولت الأفلام من بسطاء يحبون الحياة ويريدون أن ينعموا بها، الى صراع الأباطرة مع بعضهم البعض، حتى أفلام "محمد رمضان" التي لم تعالج القضية بل تزيدها سوء، فتحول كل رجل كادح بلطجي وتاجر أسلحة وكل فتاة فقيرة الى جسد يعيش على العرض والطلب.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads