المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

نعرف نجاة الصغيرة .. فمن هي "الكبيرة" ؟

السبت 02/يونيو/2018 - 05:02 ص
وسيم عفيفي
طباعة
رغم انقطاع جيل الثلاثينيات عن أغاني التراث القديمة لـ "سيد درويش" ، كانت نجاة الكبيرة المعروفة باسم نجاة علي ، هي الوحيدة التي تأقلمت سينمائياً معها .
بصوتها العذب وملامحها المصرية الخالصة تميزت مع موسيقار الأجيال في بطولة فيلم دموع الحب .
ولدت نجاة يوم 23 مارس سنة 1913 م بمنطقة بردين مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية .
بدأت حياتها الفنّية صغيرة السن ، عندما توفّي أبوها سنة 1930، فكّرت في احتراف الغناء.
اكتشفها شاعر الأغاني حسين حلمي المانسترلي ، حيث أحضرها من الرّيف، وتعهّدتها شركة أوديون، واشتهرت كمطربة بعد أن اشتركت في أول حفلة على مسرح الأزبكية في سنة 1929.
وفق ما أرخه إلياس سحاب عن نجاة علي ، فإن هناك إختلافاً بين نجمات الجيل الثاني عن زميلاتهن في الجيل الأول، أنهن كن أقل اتصالاً بتراث القرن التاسع عشر، وأكثر التصاقاً بتراث النصف الأول من القرن العشرين، الذي انطلق عملياً مع سيد درويش، ومن تلاه من عباقرة الموسيقى العربية .
لكن ذلك لا يعني أبداً انقطاع الصلة بينهن وبين تراث القرن التاسع عشر، ولعل نجاة علي بالذات كانت أقربهن إلى هذا التراث، ربما لهذا السبب اختارها محمد عبدالوهاب في العام 1935 لبطولة فيلمه الثاني دموع الحب، بعد أن كان قد اختار لبطولة فيلمه الأول الوردة البيضاء 1933 ممثلة لا تمارس الغناء . وبذلك تكون نجاة علي المطربة الأولى التي اختارها عبدالوهاب لتقاسمه بطولة أفلامه، قبل ليلى مراد يحيا الحب ورجاء عبده ممنوع الحب ونور الهدى لست ملاكاً .   
ولعل بطولة فيلم دموع الحب أمام عبدالوهاب هي التي فتحت أبواب الشهرة امام المطربة نجاة علي، لكنه كان أول وآخر تعاون لها مع عبدالوهاب، حيث تلقفها بعده عدد من كبار الملحنين، وعلى رأسهم أحمد صدقي .
في فيلم دموع الحب، غنت نجاة علي مع عبدالوهاب الثنائية الشهيرة محلا الحبيب بين المية، وثنائية صعبت عليك وأبدت بذلك شجاعة فنية كبيرة، إذ كان عبدالوهاب يومها قد أصبح متوجاً على عرش الغناء العربي منذ العام ،1927 أي قبل دموع الحب بثماني سنوات .
يمكن اعتبار صوت نجاة علي ذا معدن متوسط الجمال، لكنها كانت، كبنات جيلها، ذات قدرة على أداء أصعب النغمات، ولعل ذلك كان سبب اختيار عبدالوهاب لها، كأول مطربة تشاركه البطولة السينمائية .
للحقيقة يجب القول إن شهرة نجاة علي، التي ارتفعت إلى عنان السماء مع فيلم دموع الحب، قد بدأت تتراجع بعد ذلك .
   
ولعل أشهر ما غنت في مرحلة ما بعد عبدالوهاب، كانت أغنية عش الهوى المهجور للملحن القدير أحمد صدقي، التي تحظى بمرتبة عالية لدى متذوقي الغناء العربي الأصيل .
لكن تراجع نجومية نجاة علي بعد فيلمها مع عبدالوهاب، جعلها تعتزل الغناء في سن مبكرة، حتى أنها عندما توفيت في العام 1993 كان الكثيرون يظنون أنها رحلت قبل ذلك بوقت طويل.
ولعل المقارنة التي تستحق التسجيل في سيرة نجاة علي، أنه عندما بدأ يلمع نجم المطربة التي حملت اسم نجاة الصغيرة، المولودة في العام ،1936 كان اسم النجمة الجديدة في بطاقة هويتها نجاة حسني، لكن الوسط الفني سرعان ما أطلق عليها اسمها الفني نجاة الصغيرة، تمييزاً لها عن نجاة علي، التي كانت لا تزال في ذلك الوقت مطربة مشهورة تؤدي ألحان الملحنين المقتدرين.
أما تاريخ الفن فيقول لنا الآن، إن شهرة نجاة الصغيرة، قد فاقت فيما بعد شهرة نجاة الكبيرة، أي نجاة علي، حتى قبل اعتزال هذه الأخيرة بعد ان انخرط كل عمالقة التلحين من كل الأجيال بتزويد حنجرة نجاة الصغيرة بأجمل ألحانهم، لما تميزت به من حساسية مميزة في الأداء الغنائي.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads