صيام رمضان هذا العام لم يكن ككل عام، حيث ارتفعت درجات الحرارة في عدد من المحافظات جراء اختلاف كبير في أجواء الطقس، تجلس في بيتك بمفردك أو بصحبة عائلتك في أيام رمضان هذا العام، وتعرف معادك لتناول الطعام وربما الطعام الجيد المعد سلفا من الأسرة وانت في أمان تام، بينما يجلس "جندي" يحمي وطنك بمفرده على الجبات الداخلية والخارجية بأرض الوطن في شدة الحر وسط الرمال ولا يعرف للطعام مسلكا ولا طريقا.

لا يجد شجرة تحميه من الشمس الحارقة أو بيتًا يأويه طيلة فترة عمله يظل واقفا صامدًا فاتحًا صدره لرصاصات الخيانة والأعداء كي يؤدي رسالته على أكمل وجه بكل ترحاب وسرور، ربما يحن عليه آخرون فيأتون له بزجاجة مياة باردة ليلقي بها على أعلى رأسه كي يستعيد قوته مرة أخرى فيقف بثبات أكثر وعزيمة أشد.

يمسك بمصحفه في أوقات الراحة كي ينقطع في علاقته بربه من حين لآخر، يستريح على أوقات الآذان كي يعود بعد أداء الصلاة نشيطا، منقطعا على عائلته وأفرادها طول وقت اداء الخدمة لا يعرف حالهم ولا يعرفون حاله الا في الاجازات من الحين والآخر كل أجازة.

"الجندي المصري" صاحب الانتصار الحقيقى في أي حرب أو عدوان تم مع العدو يواجه الموت بشجاعه ولا يتخاذل في تقديم روحه وحياته فداء للآخرين وللوطن، وذلك لحُسن معتقداته وإيمانه وتفانيه في الدفاع عن دينه ومُقدساته وعرضه، ما يجعل هذا الجندي من الجنود المُميّزين في العالم كله، ناهيك عن أنّ الجيش المصري يُعدّ من أكبر الجيوش العربية التي حازت على العديد من الانتصارات.

معاناة تكمن في أجزاء من حياة الجندي المصري حيث يقضي اغلب وقته على الجبهات الخارجية لحماية الوطن من اعداءه الذين يتربصون به في كل وقت خاصة مع ازماته الاقتصادية الراهنة، بينا لا يجد من أفراد المجتمع الشكر والتقدير على ما يبذله من جهد ربما ادى الى اذهاق روحه في اى وقت من ليل ونهار.

الجندية المصرية تنقسم للعديد من الفئات والدرجات حسب مهام العمل في جمهورية مصر العربية؛ مِنها القوات الجوية تعتبر القوة الجوية هي العنصر الأكبر والأهم في الجيش المصري، وتملُك جمهورية مصر العربية ما يُقارب 1.309 طائرة، و371 مروحية مُسلّحة وسبع عشرة قاعِدة جوية، ويصل عدد أفراد القوات الجوية بجمهورية مصر العربية الى 110.800 فرد، ويعود تاريخ تأسيسها لعام 1928م، خاضت العديد من المعارك الشرسة التي سُجلت في تاريخ إنجازات الجيش المصري.

ابتعاد عن الشهرة والأضواء كثيرا لا يحظي بتكريمات على أداءه لعمله ليل نهار رغم اهميته القصوي، حيث لا يصمد وطن بالكامل أن يحيا في أمان وسلام بدون الجند المجهول "المرابط"، ذكره النبي صل الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية للتأكيد على عظم عمله ورفعة قدره من بين الأعمال حيث قال: عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".