المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"الأزهر والفاتيكان" ما بين شد وجذب منذ يوحنا بولس

الإثنين 09/يوليو/2018 - 02:01 م
هاجر الصباغ
طباعة
إلى الآن لا تزال مؤسسة الأزهر لها تأثيرها فى المجتمع المصرى، والذى يعتبر رمزًا من رموز مصر الإسلامية، حيث يعد من أهم وأشهر المساجد فى مصر والعالم الإسلامى، فهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، وأصبحت  جامعة الأزهر أول جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسة المسجد منذ إنشائه، وعينت رسميا جامعة مستقلة في عام 1961، في أعقاب الثورة المصرية لعام 1952، وبعدها أهمل صلاح الدين الأيوبى الجامع الأزهر حيث اعتبره واجهة للمؤسسة الشيعية لوقت طويل، وجاء الظاهر بيبرس ليعيد ترميمه من جديد فى العصر المملوكى.

احتفظ الأزهر والفاتيكان بعلاقات ودية ومستقرة منذ أمد بعيد تبادلا فيها العلاقات الدبلوماسية، حيث قامت بينهم الاتفاقات فى قضايا أساسية، وعلى رأسها قامت عمليه السلام فى الشرق الأوسط، وتعضيد الحوار بين الأديان (الإسلام والمسيحية) والحفاظ على الترابط الأسري، وتحريم الإجهاض والمحافظة على البيئة، ومكافحة الإرهاب، وعمل بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثانى بالتعاون مع شيخ الأزهر سيد طنطاوى منذ أمد طويل على تطبيق تلك التعاليم ونشر السلام بين الديانات المختلفة، وفتح حوارات مختلفة بين جميع الأديان.

علاقة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثانى وشيخ الأزهر سيد طنطاوى

 
ربطت علاقات الحب والتفاهم والسلام بين بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثانى والشيخ سيد طنطاوى شيخ الأزهر، حتى أطلق عليهم الثنائى المتفاهم، وقد عمل الحب والوئام بينهم على إنشاء الكثير من الكنائس والمساجد بمختلف العالم، لنشر الدعوات الدينية، حيث قال البابا فرانسيس فى لقائه بمصر:" أنه منذ أربعين سنة شكل الإعلان المشترك لأسلافنا حجر الأساس في المسيرة المسكونية، ومنه نشأت لجنة للحوار اللاهوتي بين كنيستينا وأعطت نتائج جيّدة وهيأت التربة لحوار أشمل بين الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس الأرثوذكسية الشرقيّة".

عقب شيخ الأزهر على كلام بابا الفاتيكان قائلًا:" أننا لابد أن نطبق مبدأ المواطنة، والذى يطبق على كل من يحيا تحت سماء واحدة، فباختلاف أن المواطنة تعنى من الناس يسكنون في مكان واحد بصفة دائمة، إلا أن شيخ الأزهر رفع شعار السلام بين كل البشر، وغرس مبدأ الأخوة الصادقة التى تجعل العالم أجمع كالبنيان المرصوص.

بندكت يهاجم الإسلام

بعد وفاة البابا يوحنا بولس الثانى بدأت علاقة مصر والفاتيكان بالإهتزاز وتوترت أكثر بعد تصريحات بندكت السادس عشر أو البابا بندكتوس السادس عشر عن الإسلام، والذى سب فيها علنيًا بالرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، وقال بأنه كان جنرالا قطع جنوده ورؤوس مئات الأسرى وتضيف الصحيفة " البابا لم يقصد شرأ، ولكنه قلق". 

وتتابع "من سخرية الأمور ان يُتهم البابا بندكت السادس عشر بمعاداة الاسلام في خطابه، لأنه لم يوجد في تاريخ الفاتيكان حبر أعظم درس الإسلام بعمق كما درسه هو ولكونه درس القرآن آية آية وتناقش مع فقهاء مسلمين، فهو يرفض نظرة المسيحيين المتشددين البسيطة للاسلام الى غاية منتصف القرن العشرين، على أنه دين شرير، لكنه يرى أن بعض مذاهبه لا يمكن الدفاع عنها من الجانب الأخلاقي.

فى الوقت الذى استنكرت فيه كل البلاد الإسلامية التصريح الغاشم لهذا البندكت، ولكن على النقيض من شيخ الأزهر سيد طنطاوى والذى تعامل مع الموقف بهدوء شديد وفقط أصدر تصريح قال فيه:" "هذه التصريحات تنم عن جهل واضح بالإسلام". 

واضاف أن تصريحات الحبر الأعظم "تنسب إلى الإسلام ما ليس فيه ولا تسهم على نحو بناء في تعزيز الحوار بين أديان العالم وحضاراته وثقافاته"؛ وعبر شيخ الأزهر عن "بالغ استيائه لما نسب لبابا الفاتيكان من اقوال أساءت للإسلام والرسول الكريم صلى عليه والسلام، واثارت مشاعر الغضب لدى اكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم حول العالم".

وفاة سيد طنطاوي تتسبب في فهم خاطئ من بنديكت لأسلوب الطيب

وفيما آمن بنديكت لطنطاوى وتصريحاته، تخيل أن أحمد الطيب سيتعامل بنفس اللين والرفق، وستيخذ تجاه من يسب رسولنا الكريم موقف التسامح، ولكن جاءت تصريحات الطيب رادعة بقطع العلاقات مع الفاتيكان، وبعيدا عن اللغط الكبير الذي دار حول هذه التصريحات، قام الطيب بطرد سفير الفاتيكان وطالب من كل الدول الأسلامية بطرد السفير ردًا على تصريحات البنديكت، وأوقف حوار الأديان بسبب هذا النهج المتزمت من جانب بنديكتوس.

فرانسيس الأول يحاول إذابة جبل الجليد والأزهر يعطي شروطه

و منذ تجليس البابا فرنسيس الأول على الكرسى البطرسى للفاتيكان، نشر السلام والمحبة بين الجميع وجدد العلاقة مع الأزهر الشريف من خلال اللقاءات والحوارات المتبادلة بعد قطيعة دامت 5 سنوات بسبب تصريحات البابا بنديكت السادس عشر وهجومه على الإسلام بالشرق الأوسط، حتى جاء البابا فرنسيس ليعيد المودة والتواصل بين الجميع وأيضا الكنائس بالشرق الأوسط.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads