المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

عن الإرهابي الذي جاء به عمر خيرت في قناة السويس ولم يتوقع السيسي وجوده

الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 12:02 م
وسيم عفيفي
طباعة
عمر خيرت فنياً هو أعظم موسيقار يعبر عن قوة مصر الناعمة قبل أو بعد الراحل الكبير عمار الشريعي، وربما المقارنة في الإحساس تختلف بين الاثنين إلا أن الشيء الثابت هو أن الوطنية جمعتهما.

في 40 دقيقة شارك عمر خيرت منذ 3 سنوات في ختام حفل قناة السويس، وحتى لا ننسى يجب أن لا تفوتنا آخر مقطوعة عزفها عمر خيرت وكان منها جزءاً في الأصل من فيلم الإرهابي الذي وضع موسيقته التصويرية سنة 1994 م للزعيم عادل إمام واللذين تشاركا في 7 أعمال فنية.

كان لافتاً أن يعزف عمر خيرت مقطوعة الإرهابي في حفل قناة السويس وبحضور الرئيس السيسي أحد أبرز أعداء الجماعة، لكن هناك إسقاطات سياسية وقع فيها عمر خيرت ربما هو نفسه لم يكن يدري بها.

احترم السيسي معزوفة الإرهابي لكن لم يكن يدري أحد أن أبرز كبار الإرهاب في مصر كان حاضراً بروحه في حفل قناة السويس نظراً لأنه عمل فيها ألا وهو عبدالرحمن السندي رئيس التنظيم الخاص لجماعة الإخوان.

 
 يبدو صادماً أن تعرف الثنائي في التفاهم بين جمال عبدالناصر وعبدالرحمن السندي، لكن الرجوع للأصل يكشف شيئاً واحداً، فكما تغيرت العلاقة بين الإخوان وعبدالناصر، تغيرت أيضاً العلاقة بين الإخوان وعبدالرحمن السندي فالإخوان إن كانوا جماعة صارت جزءاً من المجتمع المصري ، فعبدالرحمن السندي هو ركن أصيل من تاريخ الجماعة ؛ وإن كان حسن البنا هو الزعيم والمؤسس للجماعة ، فعبدالرحمن السندي هو الشخصية التاريخية التي صنعت تاريخ الجماعة بالتنظيم السري ، كل هذا قد تغير فالمرشد الجديد أوكل مهمة رئاسة التنظيم الخاص إلى سيد فايز ، وبذلك لا شيء يملكه السندي .


عبدالرحمن السندي
عبدالرحمن السندي - جمال عبدالناصر
كان جديداً على السندي أن يعامل هكذا من الجماعة ، وأيضاً كان جديدا على مصر أن تعرف الإرهاب عن طريق القنابل المُعَلَّبة ، ولم تعرفها إلا مع سيد فايز .
طُرِق باب سيد فايز ففتحت ابنته لتجد أمامها شاباً يرسل لأبيها السلام ويعطيها علبة الحلوى ، تفرح الفتاة وتفتح العلبة فتنفجر القنبلة التي فيها لتقتل البنت وسيد فايز وامرأة كانت تسير أسفل العمارة نتيجة سقوط البلكون عليها .
ورغم إنكار الإخوان تورط عبدالرحمن السندي في قتل سيد فايز إلا أن هذا التصرف كان جرس تنبيه لـ جمال عبدالناصر الذي يعتبر من مؤسسي علم التحركات في العسكرية المصرية.

تحرك "عبدالناصر" عبر ثلاث محاور في تعامله مع الجماعة، كان المحور الأول هو محاكمة المتورطين في قتل حسن البنا ؛ أما المحور الثاني خلافه مع الرئيس محمد نجيب والذي كان مؤداه تعرض عبدالناصر لحادث المنشية الذي يختلف عليه الإخوان أنفسهم فمنهم من يروه أنه تمثيلية من عبدالناصر حسبما يرى مهدي عاكف الذي كان متهما بها ، ومنهم من يراها حقيقة كما أكد ذلك فريد عبدالخالق ـ

وأما المحور الأخير فهو منهج الاستمالة ، ونجح هذا مع عبدالرحمن السندي، فقدر غريب جمع عبدالرحمن السندي و عبدالناصر وكان هذا القدر هو "الحلم" .

حلم "السندي" إثبات نفسه وذاته التي أنكرتها الجماعة عليه ، وأنكرها هو قبلهم بتخليه عن وظيفته في وزارة الزراعة لمرض القلب، أما حلم عبدالناصر فكان بناء السد العالي ولم يكن تحقيق الحلم سهلاً فلجأ إلى تحقيق حلم المصريين بمصرنة القناة ، فأممها وجعل القناة شركة مساهمة مصرية .

انضم حُلُم زعيم الدولة مع حلم زعيم التنظيم الخاص، فعمل السندي في هيئة قناة السويس موظفاً بدرجة ثانية ، وبنيت له فيلا مات فيها.
حتى الآن لا أحد يعرف كيف اقتنع السندي بالعمل مع عبدالناصر ، هل انتقاما من الإخوان أم إدراكاً بقوة ناصر ، ولا أحد يعلم أيضاً كيف فكر عبدالناصر فيه ، هل اتقاءاً له أم استفادة منه.

الواقع يجيب أن عبدالناصر لم يستفد من تعيين السندي أي شيء ، لكن كُشِفت قضية سيد قطب حينما كان السندي مع عبدالناصر ، وسبق السندي قطب في الموت ، فرحل السندي سنة 1962 م ، وأعدم سيد قطب سنة 1963 م

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads