المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"الوفاق وليس الفراق".. شعار رفعه الأقباط والمسلمين لوحدتهم الدائمة

الأربعاء 15/أغسطس/2018 - 09:01 م
ايه فتوح
طباعة
تتميز مصر بوحدة النسيج الوطنى، قوة الترابط بين شعبها المسلمين والمسيحيين، لقد حافظوا على وحدة هذا التراب منذ أمدً بعيد ، لقد سالت دمائهم مسلمين وأقباط على هذه الأرض الطيبة لترفع علم الشموخ والانتصار وانصر مصر على مدى عقود وعهود طويلة واخرة بأمجاد هذا الشعب من البواسل.

يعتبر المسلم والقبطى فى ترابط دائم، وذلك بوحدة الدم والأرض والتاريخ، كما تتأصل فى نفوسهم لسماحة والإيمان بعقيدة الله، حيث أن  مصر عُرفت بالتعايش السلمى بين مسيحييها ومسلميها منذ عقود بعيدة، وتأصيل العلاقة بين الطرفين لتبلغ حد التكامل في العادات والتقاليد والأخلاق وذهب البعض لأبعد من ذلك فأسهم مسلمون في تشييد كنائس لإخوانهم الأقباط والعكس بالعكس، إذ تطوع مسيحيون لبناء مساجد للمسلمين أو ترميمها أو تخصيص أراض لها، وليس ذلك كل شيء بل أطلق مسلمون أسماء العائلة المقدسة على أسماء مساجدها في أروع مثال على النضج الفكري والعقائدي.

كما شهدت الاعوام الاخيرة تقاربا تاريخيا ملحوظا يكاد يقترب من التداخل بين الأعياد المختلفة، فيجيء شهر رمضان الفضيل ذات مرة في زمن الميلاد "الكريسماس"، واحيانا يصادف صوم مسيحي، صوم الشهر الكريم، و حدثت هذه الظاهرة أكثر من مرة أن التقى رأس السنة الهجرية ببعض الأعياد أو الاحتفالات المسيحية، وكأن الأقدار تقودنا للتوقف أمام هذه الإشكالية المحدثة، إشكالية العيش الواحد – ولا نقول المشترك – وروح الابتهاج الواحدة، والمسيرة المتبادلة نحو مدينة الله، حتى إن كانت من باب العادة وليس على سبيل العبادة.

وتحدث بعض الكتاب المؤرخين على هذه الظاهرة، فيقول "جورج هونغ" فى كتابه الذى يدعى "مصر" ، فيما يخص الأقباط والمسلمين:"إنه لمن المثير للفضول أن يلاحظ المرء العلاقة بين المصريين والتي تظهر أوثق ما تكون في المناسبات الدينية؛ إذ يبني الأقباط مساجد المسلمين، كما يعيد المسلمون بناء الكنائس القبطية، ويشترك الشيوخ والقساوسة في الاحتفالات الدينية وما بقي من مظاهر الديانات القديمة مثل وفاء النيل وشم النسيم، ويذهب المسلمون والأقباط إلى زيارة الأضرحة ذاتها للأولياء والقديسين المحليين، و يتناقلون الأقاصيص ذاتها و يرددون الأغاني ذاتها، ولهم الفضائل عينها، والصفات نفسها، ووجهات النظر نفسها عن الحياة الآخرة".

فلم يكن للأزهر دوما كلاما ضد الاقباط ، وبحسب ما ذكرت وثائق قديمة أنه كان للأقباط رواق قديم في الأزهر يتلقون فيه العلوم المنطقية والشرعية، وقد تخرج في الأزهر إخوة أقباط من أئمة المؤمنين ومنار للدين مثل "أولاد العسال" الذين هم علماء دين ودنيا، و معروفون عالميا وأوروبيا خصيصا بأكثر مما هم معروفون عربيا، ومن أشهر أعمالهم المجموع الصفوي للشيخ صفي أبي الفضائل بن العسال، حيث كانت الحياة تشمل الثقافة والدين والفكر.

وقد كتبت العديد من الأدباء مثل :" القلقشندي، والمقريزي، والسخاوي، والعيني، وأبي المحاسن بن تغري بردي"، عن حياة أهل الذمة في مصر، وعبر من خلال كتاباتهم عن مذاهبهم وأعيادهم وتعايشهم مع إخوانهم المسلمين، يلاحظ أن المصريين - مسلمين ومسيحيين - كانوا يحتفلون بالأعياد الإسلامية والمسيحية على السواء، منذ زمن بعيد.

وقد كتب المؤرخ مسعودي والذى لقب بهيرودوتس العرب عن احتفالات عيد الغطاس عند الأقباط قائلا:"ولليلة الغطاس بمصر شأن عظيم عند أهلها، يجمع الغطاس بين مصر المسيحية والفرعونية عبر نهر النيل وهي ليلة إحدى عشرة تمضي من طوبة وستة من كانون الثاني، ولقد حضرت سنة ثلاثين وثلاثمائة هجرية، 941 ميلادية، ليلة الغطاس بمصر، والإخشيدي محمد بن طغج في داره المعروفة بالمختارة في الجزيرة الراكبة للنيل، والنيل مطيف بها، وقد أمر فأسرج من جانب الجزيرة وجانب الفسطاط ألف مشعل غير ما أسرج أهل مصر من المشاعل والشمع وقد حضر النيل في تلك الليلة مئات الآلاف من الناس والمسلمين والنصارى". حيث أنه حضر احتفالات الغطاس عند الإخشيد.

ومن هنا، ينتج أن المسلمين والمسيحيين فى مصر لا يعرفون اختلافات للاعياد، بل يتشارك كل منهم عيد الاخر، فقد ولد بينهم ترابط ومحبة إلى أبد الزمن.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads