تسونامي ملاعب كرة القدم تهدد الرقعة الزراعية بـ البحيرة
الثلاثاء 21/أغسطس/2018 - 02:01 ص
محمد وجيه
طباعة
تحولت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بمحافظة البحيرة الي ملاعب كرة قدم خماسية "نجيل صناعي"،والتي تعد من أخصب الاراضي الزراعية في مصر فكانت تنتج اجود انواع المحاصيل الزراعية،الا أن ارتفاع تكلفة الأسمدة الزراعية والمبيدات وانخفاض أسعار بيع بعض المحاصيل وغياب الدور الرقابي للدولة ادي الي قيام الفلاحين بمحافظة البحيرة بتحويل مساحات شاسعة الي ملاعب تغطي بالنجيل الصناعي لتاجيرها لشباب القري والمراكز،وتحولت اخصب الاراضي الزراعيه في بضعة شهور الي ملاعب كرة قدم محاطة بسور من الشباك حول الملعب بتكلفة تصل إلى 300 ألف جنيه، فيما وصل الأمر الي قيام أحد أصحاب الأراضي الزراعية علي طريق " مصر - اسكندرية " الزراعي بمدينة دمنهور بإنشاء ملعب علي الطريق الزراعي مباشرا في تحد صارخ للقانون والقرارات التي تحرم وتجرم البناء علي الأرض الزراعية.
في جولة" بوابة المواطن" الإخبارية، رصدت عدد من ملاعب كرة القدم المنتشرة في محافظة البحيرة المقامة على الأراضي الزراعية.
" محمد ر ض " ابن مدينة دمنهور والذي كان يمتهن مهنة الزراعة يقول في ظل ارتفاع أعباء المعيشة وارتفاع أسعار الأسمدة فقدت الزراعة تحقيق أي عائد للمزارع وتحولت لعبء على كاهل المزارعين، الامر الذي دفعني للاقتناع بفكرة تبوير قطعة الأرض لإقامة ملعب صناعي عليها يحقق مئات الجنيهات عائدًا يوميًا بتكلفة تراوحت من 200 الف جنية الي 250الف جنية محاطة بسور من السلك حول الملعب ومثبت به أعمدة إنارة لإضاءة الملعب مضيفا أن ساعات تاجير الملعب تصل الي 10ساعات يوميا بايراد 100جنية للساعة الواحدة ليصبح إجمالي ايجار الساعات 850 جنيها في المتوسط،و يصبح إيراد الملعب 25 الف جنية شهريا في الوقت الذي يحقق فيه الفدان الزراعي وصافي ربح 10 آلاف جنيها تقريبا.
ويضيف " احمد ا ع " فلاح وصاحب ملعب نجيل صناعي مقام علي الأرض الزراعية أن أفضل المشاريع حاليا هو إنشاء ملاعب كرة القدم حيث قمت بالاتصال بالشركة المختصة بانشاء الملاعب والتي قامت بتجريف الارض وعمل طبقة خرسانيةو فرشت عليها طبقة النجيل الصناعي بتكلفة تجاوزت 250 ألف جنيه مؤكدًا الي وجود شركات نجيل صناعي تقوم بتسهيل البناء وطريق السداد المختلفة ودون أي تصاريح من الجهات المعنية.
ويستطرد " فواد ا م " موظف ويقول انتشرت ملاعب كرة القدم الخماسية انتشارا واسعا علي الاراضي الزراعيه في محافظة البحيرة وقام العديد من الفلاحين بتبوير مساحات كبيرة من الأراضي أقاموا عليها ملاعب نجيل صناعي وتسويرها بالشباك وبطرق غير شرعية ادخلوا المرافق لها " كهرباء - مياة " مما أضافوا احمالا زائدة علي محولات الكهرباء بسبب كشافات الإنارة التي تضيء الملاعب ليلا.
واضاف الي ان الفلاح لا تعنيه مهنة الزراعة التي أصبحت تعاني من العديد من المشاكل وتتطلب الكثير من الجهد والعرق واصبحوا يهجرون الزراعة والبحث عن بدائل أخرى تدر عليهم ربحا سريعا ووجدوا ضالتهم في إنشاء ملاعب كرة قدم
تحقق ارباح طائلة حيث يتم تاجير الملعب بالساعة والتي تصل الي 100 جنية في الساعة ويتم تاجير الملعب من 8 الي 10 ساعات يوميا في المتوسط وخلال شهر رمضان تمتد ساعات الإيجار حتي السحور ويختلف ايجار الملعب وفقا لساعات اليوم فايجار الساعات النهارية يتجاوز 100 جنية ويرتفع في بعض الأحيان ليصبح 130 جنيه خلال الساعات المسائية.
ويقول محمد ج ع " طالب من قرية القصر المصري التابعة لمركز ابو حمص انة يفضل ممارسة كرة القدم بالملاعب الخماسية لانها مجهزة بشكل أفضل من مراكز الشباب والتي أصبحت طاردة للشباب نظرا لسوء حالتها وانتشار الروتين الحكومي مشيرا إلى أصحاب الملاعب الخاصة يساعدون الشباب علي تنظيم الدورات الرياضية بعيدا عن التعقيدات الإدارية بمراكز الشباب التي تصيبنا بالاحباط.
وطالب " محمد " الجهات المعنية بوقف قرارات الإزالة للملاعب النجيل الصناعي والسماح باستخراج تصاريح لها حيث أن القرية لا يوجد بها ملعب.
وعلي الجانب الآخر أكد المهندس سمير الحلاج مدير عام مديرية الزراعة بالبحيرة لـ" بوابة المواطن " أن قانون تبوير الاراضي الزراعيه رقم 116 لسنة 1983 ينص على عقوبة مالك الأرض الذي يقوم عمدا بتبوير مساحة من الأرض الزراعية الحبس مدي لا تقل عن سته اشهر وغرامة مالية لا تقل عن عشرة آلاف جنيها ولا تذيد عن 50 ألف جنيه مضيفا أن ملاعب النجيل الصناعي المقامة علي الأرض الزراعية تتعامل معها إدارة حماية الأراضي بمثابة منزل مختلف أو التعدي علي منشأة زراعية.
مشيرًا ان استمرار شن حملات مكبرة لإزالة المباني المخالفة والتعديات علي الأراضي الزراعية، بالتنسيق مع قوات الأمن والوحدات المحلية بمجالس المدن، وتم تنفيذ عدد كبير من قرارات الإزالة علي الأراضي الزراعية.
واكد " الحلاج " أنه تم عمل حصر شامل لجميع ملاعب كرة القدم المقامة علي الأرض الزراعية بمحافظة البحيرة خلال الفترة الماضية وسوف يتم تقنين أوضاعها مع تشديد العقوبة علي المتعدي علي الاراضي الزراعيه وتبويرها والتي تعد دخلا أساسيا للبلاد في حل أزمتها الاقتصادية.
ومن جانبه قال الدكتور ابراهيم خضر وكيل وزارة الشباب والرياضة بالبحيرة لـ" بوابة المواطن " أن ظاهرة انتشار ملاعب كرة القدم الخماسية المقامة علي الاراضي الزراعية تعد ظاهرة تثير الإنتباه، فانشاء هذة الملاعب دون ترخيص أو سند قانوني من مديرية الزراعة أو إدارة حماية الأراضي أو الشباب والرياضة تعد تحديا صارخا القانون ولنظام وسياسة الدولة خاصا انها مقامة علي ارض زراعية وقام أصحابها بتوصيل المرافق لها.
وطالب وكيل وزارة الشباب والرياضة تدخل الدولة للاستفادة من هذا الملاعب وفرض ضرائب علي أصحابها لادخل حصيلة ثابتة واعادة حق الدولة في ظل ما تقوم به من طفرة كبيرة في مراكز الشباب من خلال تكثيف الأنشطة الرياضية والثقافية داخل مراكز الشباب وانشاء العديد من الاكاديميات الرياضية في الألعاب المختلفة داخل مركز.
