المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

دماء على حائط مسجد بابري الهندي هل ينتهي الصراع بين الهندوس والمسلمين في الهند

الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 07:07 م
شيماء اليوسف
طباعة
على الطراز المعماري العتيق أسس مسجد بابري الهندي، وقد عرف بهذا الالسم نسبة لمؤسسه ظهير الدين بابري الذي أنشأه على غرار الإمبراطورية المغولية التي أقامها في الهند حيث كان أول حاكم مغولي للهند، وكان واحدا من زعماء القرن السادس عشر الميلادي، وفد نجح في حياته من السيطرة على شبه القارة الهندية، التي تسمى الآن بدولة أفغانستان.

مسجد بابري
مسجد بابري
مسجد بابري الهندي، أحد المباني الإسلامية الهندية العتيقة، وتعد الهند واحدة من البلاد غير الإسلامية التي تنتشر بها المساجد، ولكن الهند تختلف عن غيرها في العمق التاريخي الذي أنشأت فيه هذه المساجد، فتمتد أصولها التاريخية إلى أمد بعيد ووفقا للبيانات الرسمية التي أذاعتها وكالة " إكنا" الدولية فإن المغول هم أول من أسسوا المباني الدينية الإسلامية في الهند، وإن كانت لا تمثل هذه لمباني أهمية بالنسبة لهم فإن بقدر أهمية الدين نفسه. 
بداية النزاع على مسجد بابري بين المسلمين والهندوس
مسجد بابري
مسجد بابري
يعتبر مسجد بابري الهندي، موقع نزاع بين المسلمين والهندوس، يعود هذا النزاع لموقع المسجد نفسه، حيث أن المسجد يقع على إحدى الهضاب الهندية التي تعرف باسم "هضبة راماكوت" وهذه الهضبة لها مكانة خاصة عند الهندوس فهم يعتبرون أن الإله "راما" الذين يعبدونه ولد في هذه الهضبة وأن المسجد بني على مسقط رأس الإله راما، وهذه النقطة تحديدا هي بداية النزاع الديني بين الفريقين، رغم أن علماء ودارسي التاريخ الهندي لم يستطيعوا أثبات حقيقة تأسيس المسجد، بل كشفوا مؤخرا أن المسجد بني على أنقاض مسجد أخر وليس هناك أثر للإله راما كما يقول الهندوس. 
الإله راما وعلاقته بمسجد بابري
الإله بابري
الإله بابري
القناعة الشديدة التي يؤمن بها الهندوس والتي جعلتهم يتأكدون من أحقيتهم للمسجد هي قناعتهم الكبيرة بأن الإمبراطور بابري الذي ينسب له تأسيس المسجد، الذي أنشأ عام 1528م، قد قام بهدم المعبد الهندوسي  الذي كان قائما على الهضبة وأمر نائبه بتأسيس مسجدا بدلا منه، إضافة إلى النقوش العربية والفارسية التي كانت تزين المسجد. 
مسجد بابري
مسجد بابري
على مدار أربعة قرون عاش المسلمون الذين يسكنون في مدينة " أيوديا" الهندية يصلون في مسجد بابري، وكان فتيل حرب دينية قد نزع خيطه في عام 1855م، بدأت المشكلات تندلع وتثار على المسجد بين المسلمين والهندوس خلال حكم الأمير " واجد علي شاه" في هذه الآونة بالتحديد أدعى الهندوس أحقيتهم بالمسجد زاعمين أن جزءا من باحته ولد فيه الإله الهندوسي راما. 
الخلاف بين السنة والشيعة حول مسجد بابري
مسجد بابري قديما
مسجد بابري قديما
على متن عام 1857م، نشبت ثورة الهند الكبرى وانتهر الإنجليز الخلاف الدائر بين الهندوس والمسلمين على خلفية أحقية مسجد بابري لإثارة البلبلة والقلاقل بين الطائفتين سعيا للاستيلاء على المسجد، وكان الإنجليز  قبل استقلال الهند يشجعون على وضع كتب تاريخية تقر بأحقية الهندوس في المسجد تحت حجة أن بابر الإله الهندوسي كان يعيش فوق الهضبة التي بني عليها المسجد، ولم يصمتوا عن أفعالهم وإثارتهم للفتنة إلا بعد أن ثارت الفتنة بين الطائفتين مرة أخرى في 1885م. 

 
لم يقف الخلاف بين الهندوس و المسلمين فقط،  حول حقيقة نسب وملكية المسجد الحقيقية بل تطرق الأمر إلى حد الخلاف بين المسلمين أنفسهم، بل نشب خلاف بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة حول أحقية كل منهم بالمسجد، وكل فريق منهما زعم بأحقيته في المسجد، وعلى غرار الحكم الذي أصدره رئيس المحكمة الهندوسي البراهمي  في 1886م، بأحقية المسلمين بالمسجد، حكم رئيس الأوقاف بأن مسجد بابري، من حق أهل السنة، ليتبع هيئة الأوقاف السنية في ولاية أوتار. 


الصراع بين الهندوس والمسلمين 

هدم مسجد بابري
هدم مسجد بابري
على خلفية الصراع بين الهندوس والمسلمين حول مسجد بابري الهندي، قام أحد الأشخاص المنتمون لفريق الهندوس بهدم المسجد عام 1992م، ولما اشتد الصراع بين الطائفتين الإسلامية والهندوسية، حاولت المحكمة الهندية أن تحل المشكلة بشكل قانوني فقررت تقسيم المسجد وفق حكم قضائي في 2010م، بين الهندوس والمسلمين. 
الإله بابري
الإله بابري
عاشت العديد من المناطق الهندية حالة من القلق والتوتر، بسبب النزاع الطائفي الدائر بين المسلمين والهندوس، وصل الأمر إلى اعتكاف المواطنين في بيوتهم بل وقاموا بتخزين مؤنهم من الغذاء والماء، القلق امتد إلى تطور الصراع بين الطائفتين، حتى قامت الشرطة الهندية بنشر 200 ألف شرطي هندي في كافة أنحاء البلاد خوفا من وقوع حرب أهلية طائفية بين مسلمي وهندوسي الهند، ومثل الصراع الطائفي الدائر حول مسجد بابري، انقساما حادا في التاريخ الهندي. 
الشرطة الهندية حول
الشرطة الهندية حول المسجد
كانت من أسوأ ما شهده تاريخ الهندي حول الصراع الهندوسي الإسلامي على خلفية مسجد بابري الهندي، قتل قرابة 1000 قتل بعد عملية شغب أسفرت عن هدم المسجد، ومنذ  ذلك الحين وحتى ثمانية سنوات إلى الآن والمسلمون يطالبون بإعادة بناء المسجد، في نفس الوقت الهندوس يطالبون هم أيضا ببناء معبد في موقع المسجد، الذي يعتبرونه مكان تقديس الإله راما الذي يعبدونه. 
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads