المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

حين نجحت مصر في جعل فرنسا أول دولة أوروبية تحتفل بالمولد النبوي

الثلاثاء 13/نوفمبر/2018 - 05:30 م
محمود المنشاوي
طباعة
إن المتابع لأوضاع المجتمع المصري يجد أن تراثهم في الاحتفال بالمناسبات والأشياء الثمينة والقيمة، يختلف ويتغير لكنه حتمًا لن يندثر، ومن ضمن الاحتفالات التي تحظى باهتمام بالغ، هو الاحتفال بالمولد الشريف، فأخذ يتطور مع موجات التغيير التي أصابت المجتمع تكنولوجيا وثقافيا بل واقتصاديا أيضا.

"بوابة المواطن" الإخبارية، تستعرض فكرة الاحتفال بمولد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ومن ومتى أنشئت في السطور التالية:

حين نجحت مصر في جعل
مولد النبي محمد
وُلدَ سيّد البشرية وإمام المرسلين سيدنا محمد، يوم الإثنين في شهر ربيع الأول من عام الفيل، بعد الحادثة بخمسينَ يومًا، وقد اختلفَ المؤرّخون في كونه وُلد في الثامن أو التاسع أو الثاني عشر من ربيع الأول، إلّا أنّ الرأي المُرجّح لأهل السير والتاريخ هو ولادته - صلى الله عليه وسلم- في الثاني عشر من ربيع الأول.

وفي ذكرى مولده، يحتفل العالم الإسلامي بالذكرى الشريفة، وفي هذه المناسبة تتميز القاهرة وسائر المدن المصرية بإحيائها المناسبة بصورة مختلفة وتقاليد ذات طابع خاص.

وأكثر ما يميز احتفالات مصر هذه هو انتشار نقاط بيع ما يعرف بحلوى المولد في الأسواق، فضلا عن مظاهر الفرح الأخرى.

ورغم اختلاف الزمان وتغيير ملامح العصر لكن تبقى العادات والتقاليد الشعبية راسخة وثابتة في أرجاء مصر، حيث يظهر ذلك جليا في الاحتفالات السنوية بذكرى المولد النبوي الشريف.

وبين المظاهر القديمة، تظهر المظاهر الجديدة التي تخرج علينا كل عام للاحتفال به، وسيل الفتاوى الدينية حول مشروعية الاحتفال من عدمها، يظل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أحد أهم المناسبات التي تؤرخ لكيفية تعامل المصريين مع تراثهم.
حين نجحت مصر في جعل
أول من أدخل الاحتفالات بالمولد النبوي مصر
ذكرت كتب التاريخ والشريعة، أن الإمام جلال الدين السيوطي، أكد أن الملاء، وهو شيخ الموصل في عهده، هو أوّل من اعتنى بشكل منظم بالاحتفال بالمولد.

بينما أكد الكاتب حسن السندوبي، كاتب ومؤلف معاصر، أن الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التي عُدت من مواسمها، وفي سنة 488 هـ (تحت خلافة المستعلي بالله) أمر الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بإبطال الاحتفال بالموالد الأربعة وهي المولد النبوي ومولد الإمام علي ومولد السيدة فاطمة الزهراء ومولد الإمام الفاطمي الحاضر.

حين نجحت مصر في جعل
كيفية الاحتفال قديمًا
كان يبدأ هذا الاحتفال بشكل رسمي بعد صلاة ظهر اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وكان الخليفة أيام الدولة الفاطمية يخرج على حصانه في موكب مهيب يوم المولد النبوي، احتفالًا بهذا اليوم، فأصبح المصريون يقلّدون هذا الموكب ويصنعون حلوى تشبه هذا الحصان احتفالًا بالمولد النبوي الشريف، ولايزال البعض يقوم بهذه العادة حتى الآن وتوارثتها الأجيال جيلًا بعد جيل.
حين نجحت مصر في جعل
فرنسا تحتفل بالمولد النبوي 
ذكر في كتب التاريخ، أنه ضمن احتفالات المولد النبوي الشريف للمصريين، أنهم أجبروا الاستعمار الفرنسي على مشاركتهم الاحتفال؛ حيث استشعر نابليون بونابرت أن من أهم أبواب الدخول إلى قلب هذا الشعب الاحتفال معهم بمثل هذه المناسبة.

حيث أرسل نابليون بونابرت أموالا للاحتفال قدرها 300 ريال فرنسي إلى منزل الشيخ البكرى (نقيب الأشراف فى مصر) فى حى الأزبكية، وأرسلت الطبول الضخمة والقناديل، وفى الليل أقيمت الألعاب النارية احتفالًا بالمولد، وعاود نابليون الاحتفال به فى العام التالى، وذلك من أجل استمالة قلوب المصريين إلى الحملة الفرنسية وقادتها.
حين نجحت مصر في جعل
حكم الاحتفال بالمولد النبوي عند علماء الشريعة
ينقسم علماء الشريعة الإسلامية ما بين مؤيّد ومعارض فيما يتعلّق بحكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فمنهم مَن يراه محرّمًا بالمطلق، ومنهم مَن يراه مباحًا مع ضرورة مراعاة الضوابط الشرعيّة الإسلامية في مظاهر الاحتفال به، وفيما يأتي تفصيلٍ لوجهتَيْ النظر وتبرير لكلٍّ منهما:

تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
أمّا القسم الأول من العلماء يرى أنّ الاحتفال بالمولد النبوي أمرٌ مبتدع، حيث إنّه لم يرِد احتفال النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه وخلفائه الراشدين -رضوان الله عليهم- بالمولد النبوي، لذا فهو أمرٌ لم يسبِق إليه خيرة الأمة من الصحابة والصالحين.

إباحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
من وجهة نظرٍ أخرى، يرى بعض العلماء، أنّ البدعة هي في إطلاق حكم التحريم أو الوجوب على الاحتفال بمولده -صلى الله عليه وسلم-، ويستند -رحمه الله- على قوله تعالى: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ” 3)، وأنّ كلّ من المولد النبوي الشريف والهجرة النبوية والإسراء والمعراج وغيرها من أحداثٍ عظيمة في التاريخ الإسلامي، هي فواصل تاريخيّة يستوجب الوقوف عندها وتذكير المسلمين بها.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
يرى الأزهر الشريف، في بيان عنه، أنّ الأصل في الأشياء الإباحة، والأمة الإسلامية في أمسّ الحاجة لإظهار التاريخ الإسلامي، وتعميق الصِّلة بأحداثها المهمّة كالهجرة النبوية الشريفة والمولد النبوي الشريف، في الوقت الذي غلب طابع الحروب والهموم وتكالب الأمم على هذه الأمة، فلا بدّ من إدخال المسلم في جوٍّ يعيد له تاريخه وأصله، ويذكّره بقيمه وشيمه ويدخل السرور على قلبه، بالمعروف وبعيدًا عن المبالغة والإسراف والتبذير، لقوله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”
حين نجحت مصر في جعل

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads