فيديو.. المصريون والـ ونتر بوكس .. سخرية ولا مبالاة
الأحد 25/نوفمبر/2018 - 05:26 م
فكرة وتصوير/محمد علي - إعداد/شيماء اليوسف
طباعة
وأنا أخاف عليك من برد الشتاء.. جملة حملها أحد صناديق الهدايا الشتوية المعروف بـ "ونتر بوكس" وهو عبارة عن علبة تحتوي على مجموعة من المستلزمات الشخصية التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية حيث يقوم الشباب والشابات بتقديمها كهدايا بين بعضهم البعض وقد لقت الفكرة روجا بين متادولي مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أنها ظهرت بعد بوكس رمضان وكذلك بوكس العيد.
ونتر بوكس كيف تؤثر على الاقتصاد المصري؟
ونتر بوكس
يظن البعض أن فكرة "ونتر بوكس أو "بوكس الشتاء Winter Box" ظهرت بين الشباب أو هم من قاموا بإطلاقها من واقع الفراغ الذي يعيشون فيه أو تعبيرا عن تفاهة الأجيال التالية، لكن ما رصدته "بوابة المواطن" خلال جولاتها بشوارع القاهرة الكبرى، أوضحت عدم معرفة الشباب بها من الأساس، لاسيما بعد تسببت الفكرة في انتعاش الأسواق وزيادة الاقبال على عمليات البيع والشراء فيما يخص الأدوات والمستلزمات الشتوية.
من أين خرجت فكرة ونتر بوكس؟
ونتر بوكس
كانت المفاجأة في فكرة "ونتر بوكس" أنها ظهرت عن طريق المحال التجارية المتخصصة في بيع الهدايا، لاسيما بعدما نشرت العديد من صفحات هذه المحال عبر "الفيس بوك" عروضا شرئيا لـ بوكس الشتاء، حيث يتفننون في تنويع وتشكيل الصندوق بين قطع الشوكولاتة الملفوفة بشرائح مزينة والعض الأخر وضع جوار الشوكولاتة عملات ورقية ملفوفة، إضافة ألى أكواب المشروبات الساخنة وكلها أشكال تخطف أنظار المُحبين، وتثير إعجابهم وتدفعهم لشرائها.
تبدأ أسعار الـ "ونتر بوكس" من 200 جنيه، وبحسب مكونات الصندوق يختلف سعره، غير أن الإكسسوارات الشتوية تتربع على قمة الصندوق المكونة من "بلوفر، ومج" وكذلك الشرابات والقفازات وكذلك المعاطف الشتوية، وهناك مجال متسع يسمح بتقليل الأسعار عند خفض الكمية، دائما الجديد ما يخطف الأنظار ولأن الفكرة تطبق لأول مرة بين مختلف المناسبات السابقة فكانت معروضات الشتاء تطلب أفكارا غير تقليدية كهذه، تعتمد في مضمونها على البهجة والسعادة وتفتح مجالا جديدا للتسوق.
ونتر بوكس
واجه العديد من متداولي مواقع التواصل فكرة "ونتر بوكس" بالقبول والترحيب حيث أن هناك العديد من الفتيات المرتبطات سألن عن نوعية الهدايا المطروحة، كما اعتبرن أن بوكس الشتاء تعبيرا رقيقا عن الحب والإهتمام، معربين عن رغبتهن في الشراء، واحتوائهن لهذه الفكرة الأولى من نوعها خلال هذا الشتاء الجديد.
من الناحية الأخرى واجه العديد من اشباب فكرة "ونتر بوكس" بالرفض، غير أنها كفكرة من شأنها بث روح الشراء والبيع تعد إيجابية جدا فلو أن كافة المجالات في مصر ابتكرت طرق للاستثمار خارج الصندوق ولو كانت مجرد صندوق، وقد رفضها بعض الشبان لاعتبارها أنها عبء جديد على الشباب، ويجب على الفتيات عدم الانجذاب لأي شيء جديد لكي لا يشعرن شريك حياتهن بالعجز أو ربما تحمله فوق طاقته.
ونتر بوكس
تنتشر محال الذهب في الأسواق ولكن هل كل المصريين يوميا يقومون بشراء الذهب، هل يفرض البائعون سلعة الذهب على المواطنين ويجبرونهم على الشراء؟ بالطبع لا وإن كان في الغالب لا يوجد امرأة تكره الزينة والحلي ليس بمصر وحده إنما على مستوى نساء العالم، وحتى لا نجزم فإن كانت المرأة تكره الذهب كزينة فإنها لا تكرهه كأموال مدخرة لا تنقص بل تزيد بمرور الأيام، وهذا ينطبق تماما على فكرة "ونتر بوكس" فإن كان البعض يرى أن هذه الموضة تمثل احراج للشباب فيمكنه ألا يشتري وليس مطلوب منه أن ينفق أمواله على الهدايا إلا أن كانت هذا الأمر عادة لديه.
ونتر بوكس
لفت نظري في بعض أشكال "ونتر بوكس" المعروضة صندوق يحمل عبوات من اليانسون والنعناع وغيره وهي أي جزء أخر من فكرة بوكس الشتاء، حيث يتم الترويج للمشروبات الساخنة بطريقة طريفة متسللة القلوب الحمراء ودباديب القطيفة، ونفس الفكرة تنطبق على الصناديق التي تحوي أدوية لعلاج نزلات البرد كفيتامينات سي وأقراص لعلاج احتقان الحلق والإنفلونزا، وهو ترويج بطريقة لطيفة للأدوية الأكثر استخداما في فصل الشتاء.
ونتر بوكس
يعد أسلوب "ونتر بوكس" بكل ما يتضمنه من مزايا أو عيوب غير أن عيوبه أقل، أسلوب دعائي جديد للترويج للسلع، وقد استهدفت الفكرة حاجة المستهلك وربطتها بالعاطفة والمرأة وتلك الأشياء الأكثر جذبا في عمليات الشراء، وتتربع المرأة على عرش المستهلكين للسلع في مختلف المجتمعات، وهذا خارج عن طبيعة دورها الأسري إضافة إلى متطلباتها الكثيرة.
