المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مصطفى محمود .. المظلوم بسبب شفاعة الرسول

الخميس 27/ديسمبر/2018 - 12:00 م
وسيم عفيفي
طباعة
يعد الدكتور مصطفى محمود أحد أشهر العلماء المصريين والعرب والمفكرين الذين ربطوا فكرة الوصول للإيمان عن طريق العلم ، وأحد الذين وُفِقوا في ربط الأدلة النقلية مع الأدلة العقلية ، وهو الدكتور مصطفى محمود.

قال عنه الشاعر الراحل كامل الشناوي ”إذا كان مصطفى محمود قد ألحد فهو يلحد على سجادة الصلاة، كان يتصور أن العلم يمكن أن يجيب على كل شيء، وعندما خاب ظنه مع العلم أخذ يبحث في الأديان بدءا بالديانات السماوية وانتهاء بالأديان الأرضية ولم يجد في النهاية سوى القرآن الكريم“.

مصطفى محمود .. المظلوم
ولد الدكتور مصطفى محمود في 27 ديسمبر سنة 1921 واسمه كاملا مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، وينتهي نسبه إلى علي زين العابدين، درس مصطفى محمود الطب وتخرج عام 1953 وتخصَص في الأمراض الصدرية، ثم تفرغ للكتابة والبحث عام 1960 وألف 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات.

قدم مصطفى محمود" 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة ‏مراكز‏ ‏طبية‏ تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، ‏وشكل‏ ‏قوافل‏ ‏للرحمة‏ ‏من‏ ستة عشر ‏طبيبًا‏، ‏ويضم المركز‏ أربعة ‏مراصد‏ ‏فلكية‏، ‏ومتحفا ‏للجيولوجيا‏، يقوم عليه أساتذة متخصصون .
مصطفى محمود .. المظلوم
تعرض لأزمات عنيفة وقوية مع الكتب الفكرية التي كان يكتبها ، كانت أول أزماته الفكرية عندما قُدم للمحاكمة بسبب كتابه "الله والإنسان" بناء على طلب الأزهر باعتبارها قضية كفر، وانتهت المحاكمة بمصادرة الكتاب، والمدهش أن السادات بعد ذلك أبلغه أنه معجب بالكتاب وقرر طبعه مرة أخرى.

وكانت أزمته الثانية مع كتاب "الشفاعة"، فيما تعرض لهجوم شديد بسبب الكتاب بل وصدر 14 كتابا للرد عليه، وقالوا إنه مجرد طبيب لا عالم دين ووصفوه بالمارق ولم ينصفه سوى الدكتور نصر فريد واصل " مفتي الديار المصرية الأسبق " وكانت هذه الأزمة محنة شديدة جعلته يعتزل الكتابة إلا قليلا وينقطع عن الناس حتى أصابته بجلطة
مصطفى محمود .. المظلوم
الأزمة الشهيرة هذه بدأت عندما قال إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبى محمد وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعنى تغييراً لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه وقتها هوجم الرجل بألسنة حادة وصدر 14 كتاباً للرد عليه على رأسها كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الشريعة الإسلامية.. كان رداً قاسياً للغاية دون أي مبرر.. واتهموه بأنه مجرد طبيب لا علاقة له بالعلم الدينى

وفي لحظة حولوه إلى فاسق حاول أن ينتصر لفكره ويصمد أمام التيار الذي يريد رأسه، إلا أنه هزم في النهاية. تقريباً لم يتعامل مع الموضوع بحيادية إلا فضيلة الدكتور نصر فريد واصل عندما قال: "الدكتور مصطفى محمود رجل علم وفضل ومشهود له بالفصاحة والفهم وسعة الاطلاع والغيرة على الإسلام فما أكثر المواقف التي أشهر قلمه فيها للدفاع عن الإسلام والمسلمين والذود عن حياض الدين وكم عمل على تنقية الشريعة الإسلاميّة من الشوائب التي علِقت بها وشهدت له المحافل التي صال فيها وجال دفاعاً عن الدين".

مصطفى محمود لم ينكر الشفاعة أصلا ! رأيه يتلخص في أن الشفاعة مقيدة أو غيبية إلى أقصى حد وأن الاعتماد على الشفاعة لن يؤدى إلا إلى التكاسل عن نصرة الدين والتحلى بالعزيمة والإرادة في الفوز بدخول الجنة والاتكال على الشفاعة وهو ما يجب الحذر منه.. والأكثر إثارة للدهشة أنه اعتمد على آراء علماء كبار على رأسهم الإمام محمد عبده، لكنهم حمّلوه الخطيئة
مصطفى محمود .. المظلوم
كانت محنة شديدة أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلاً وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة، وفي عام 2003 أصبح يعيش منعزلاً وحيداً، وقد برع الدكتور مصطفى محمود في فنون عديدة منها الفكر والأدب، والفلسفة والتصوف، وأحياناً ما تثير أفكاره ومقالاته جدلاً واسعاً عبر الصحف ووسائل الإعلام.

توفي مصطفى محمود في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر "2009" الموافق 12 ذو القعدة 1430 هـ، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاما، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads