تنميل الجسم .. وخز له أنواع وطبيب يحدد طرق علاجه والتعامل معه
السبت 05/يناير/2019 - 01:05 م
شعبان طه
طباعة
تتعدد الشكاوى من العديد من الناس حول وجود بعض أعراض " التنميل " ببعض أطراف الجسم، وتظهر تفسيرات عديدة ما بين الصحيحة والخاطئة، يوضح الدكتور أحمد عبد الله خلف، مدير إدارة صيدلية بيت الدواء بمحافظة بني سويف، بهذا التقرير، أسباب تنميل الجسم، وكيفية التشخيص والعلاج.
أسباب التنميل
قال الدكتور أحمد عبدالله خلف، إن تنميل الجسم يَحدثُ عندَ فُقدان الإحساس بمنطقة ما في الجسم، حيثُ يكون ذلك مَصحوبًا بتغيّرات أُخرَى في الإحساس، مثل الشّعور بالوَخز أو الخَدَر، وقد يُلاحظ النّاس هذه الأحاسيس على جانب واحد من الجسم، أو بشكل متناظر على كلا الجانبين.
وأوضح "خلف " أن تنميل الجسم يحدث في الغالب عندَ زيادة الضّغط على الأعصاب أو على الأوعية الدموية التي تُغذيها، ويَختفي في العادة بمُجرد إزالة الضّغط عن العصب المُصاب، وهناك بعض حالات تنميل الجسم قد تنتج عن مشاكل طبيّة أكثر خطورة وتحتاج للعلاج، مشيرا إلى أن تنميل الجسم غالباً ما يكون تنميل مؤقتاً، مثل حالات التنميل التي تَحدُث عند النّوم على اليد أو الجلوس على الساقين لمدة طويلة.
أنواع التنميل
وأضاف أن هناك نوعا آخر من التنميل وهو " المزمن " ويقد يكون علامة على تلف الأعصاب، حيث إنّ هناك نوعين من أضرار الأعصاب، وهما: إعتلال الجُذور وتحدث هذه الحالة نتيجةَ إلتهاب أو تَهيُّج جذور الأعصاب، أو نتيجة زيادة الضغط عليها، ويُسمى اعتلال جذور الأعصابالذي يُؤثر في أسفل الظهر بإعتلال الجذور القطنية، والذي يمكن أن يتسبّب بالتنميل، أو الخدران، أو الضعف، في الساقين أو القدمين، أمّا إعتلال الجذور العنقية، فقد يؤدي إلى حدوث ألم مزمن في الرقبة، وضعف، وتنميل في إحدى الذراعين أو كليهما.
اعتلال الجذور
وتابع قائلا : إنه قد يحدث اعتلال الجذور نتيجة لإحدى الحالات الخاصة بالانزلاق الغُضروفيّ في العمود الفقري، وتضيّق القناة التي تنقل العصب من الحبل الشوكيّ إلى الأطراف،و وجود أي كُتلة تضغط على العصب في موضع خروجه من العمود الفقري،و إعتلال الأعصاب وتحدث هذه الحالة نتيجة تلف الأعصاب الذي يمكن أن يؤدي في النّهاية إلى الخدر أو الشلل الدائم.
اعتلال الأعصاب
وأضاف أن هناك بعض الأسباب المؤدية لإعتلال الأعصاب مثل نسبة السكر المرتفعة في الدّم، وهو السبب الأكثر شيوعاً و الإصابات المتكررة،و بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل إلتهاب المفاصل الروماتويدي، والأمراض العصبية مثل " مرض التصلب اللويحيّ،و أمراض الكلى والكبد و السّكتة الدماغيّةو أورام الدماغ،و إضطرابات نُخاع العظم والنسيج الضّام، وقصور الغدة الدرقية، ونَقص بعض الفيتامينات، مثل فيتامينات ب 1، أو ب6، أو ب12، أو فيتامين هـ ، أو النياسين، والحصول على فيتامين د بشكل زائد.
كما أن هناك بعض العدوى تؤدى إلى إعتلال الأعصاب مثل " مرض لايم ، أو الحزام الناري، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وإستخدام بعض الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيميائيّ،و التّعرض المواد السّامة، مثل المواد الكيميائية أو المَعادن الثقيلة.
التشخيص
وأشار مدير صيدلية بيت الدواء إلى أن تشخيص تنميل الجسم يحتاجُ إلى معرفة التاريخ الطبيّ للمريض بشكل كامل، بالإضافة إلى جميع الأعراض التي يُعاني منها، حتى إن لم تكن ذات صلة، ومَعرفة الأدوية التي يأخذها المريض وما إذا كان لديه أيّة إصابات، أو عَدوى، وإن كان قد تلقى أي لقاحات في الفترة الأخيرة كلقاح الإنفلونزا مثلاً.
وألمح إلى أنه من الضروري أثناء تشخيص تنميل الجسم إجراء إختبارات إضافية، مثل فحوصات الدّم، وإختبار مُستوى الكهرليات في الدّم، وفحص وظائف الغُدة الدّرقية، وفحص السّمُوم، ودراسات التّوصيل العصبيّ، والبَزل القطنيّ، واختبارات التّصوير، مثل:" التصوير بالأشعة السينية، وتصوير الأوعية الدموية، والتصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالرّنين المغناطيسيّ، والتصوير بالموجات فوق الصوتية".
علاج تنميل الجسم
وأما عن علاج تنميل الجسم، فقال" عبدالله خلف " إنه يعتمد على معرفة السبب المؤدي له، وبناءً على ذلك يُمكن علاج تنميل الجسم من خلال إحدى الإجراءات الطبية اللازمة مثل :" الرّاحة وإستخدامُ الدّعامات، ويُنصح عادةً بالرّاحة وإيقافِ الأنشطة التي تُسبب الضغط على العصب، وبالتالي السّماح للنسيج بالشّفاء، وفي بعض الحالات يمكن استخدام دعامة أو جَبيرة لوقف حَركة المنطقة.
العلاج الطبيعي
وأضاف أن هناك بعض الطرق العلاجية لتنميل الجسم مثل العلاج الطبيعي حيث يمكن إستخدام العلاج الطبيعيّ لزيادة قوة العَضلات المُحيطة بالعَصَب المُتضَرّر، حيثُ يُساعد ذلك على تَخفيف الضّغط على الأنسِجة والأعصاب.
العلاج بالأدوية
كما أن هناك بعض الأدوية التي من شأنها أن تُخفف الألم، وتُقلل التّورم والالتهاب في العصب، مثل الإيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم، وكذلك حُقن الستيرويد في المنطقة المُصابة، وفي حال الإصابة باضطرابات و العضلات الليفية التي تُسبّب تنميل الجسم على مدى طويل، فيمكن إستخدام أدوية أخرى، مثل البريجابلين، والديولوكسيتين.
العلاج بالجراحة
وأشار إلى أنه يتمّ اللجوء إلى الجراحة في حال لم تُجدي الخيارات السابقة نفعاً في علاج تنميل الجسم، ويعتمد نوع الجراحة على الأعراض التي يعاني منها المريض بالإضافة إلى السبب المؤدي للتنميل، وقد تشمل العمليات الجراحية تَحرير الرباط الرسغي، أو إزالة نتوء عظمي، أو إزالة جزء من القرص الغضروفيّ المُنزلق في العمود الفقري.
