لهذه الأسباب.. مزارعو البحيرة يفضلون زراعة اللب الأبيض على القطن
الجمعة 18/يناير/2019 - 04:00 م
محمد وجيه
طباعة
تعد زراعة اللب الأبيض من الزراعات المهمة، حيث تمثل بمحافظة البحيرة نسبة كبيرة من الإنتاج المحلي؛ وذلك لاتساع رقعتها الزراعية عن مثيلاتها من محافظات مصر وموقعها الاستراتيجي على مصادر الرى "نهر النيل"، وكذلك لعائده المجزي، إذ يدر ربحًا عاليًا، وعزف الكثير من المزارعين عن زراعة القطن؛ لانخفاض أسعاره التي أدت إلى خسارتهم، بسبب إجبارهم على بيع القطن بثمن أقل من قيمته تكاليف زراعته، فقرروا التوقف عن زراعته، واستبدال " اللب " به، والذي لا يمكث في الأرض سوى 90 يومًا، ويدر الفدان الواحد أكثر من 8 آلاف جنيه، واستأجر عدد كبير من التجار مساحات كبيرة من الأراضي بمحافظة البحيرة بسبب خصوبتها لزراعتها باللب، وأقبل المزارعين على زراعة اللب الأبيض وتفضيله على القطن.
رأي المزارعين في زراعة اللب الأبيض
وقال عتمان محمود عتمان، مزارع بقرية الشراقوة، التابعة لمركز دمنهور، إنه زرع أرضه باللب؛ لأنه قرر عدم زراعة القطن مرة أخرى، وأكد أن زراعة اللب الأبيض أفضل من القطن، ويزيد من دخل المزارع لأنه بإمكانه زراعة محصولين في فترة زراعة القطن نفسها، وأوضح أنه يحرث الأرض فى 15 أبريل، ويمكث محصول اللب فى الارض من 90 حتى 100 يوم، بمعدل 3 أشهر، وتروى الأرض من مرتين الى ثلاثة مرات، وذلك حسب حرارة الجو، وتروى بحذر شديد حتى لا تشبع الأرض بالمياه، مؤكدًا أن فدان الأرض يوضع له 15 شكارة سوبر، و4 شكارات نترات.
وأضاف عتمان، أنه يتم تغذية الأرض بالكيماويات لمكافحة مرض العنكبوت ودودة النوار للحفاظ على زراعة اللب، مشيرا إلى أن محصول اللب الأبيض يوضع بعد جنيه فى قلب خط بالأرض من يومين إلى أربعة أيام لكي يحسن من جودة اللب، ويتم نشره على الأرض او على سطح مبنى مسطح لمدة يومين، حسب درجة الحرارة، ثم بعد ذلك يتم تسويقه للتجار ويتراوح سعر الكيلو بين 30 و35 جنيهًا وفى بعض الأوقات يصل إلى 40 جنيهًا.
وأكد أحمد عطية الحوفى، مزارع، أن السبب في تراجع زراعة القطن انعدام توفير بذور جيدة، وعدم مكافحة الآفات، وعدم توفير السماد، وعدم وضع سعر مناسب لقنطار القطن، مضيفًا أنه يفضل زراعة اللب الأبيض لسهولة زراعته، وانخفاض تكلفته مقارنة بزراعة أى محصول آخر، مشيرًا إلى أن زراعة اللب الأبيض لا يحتاج فترة طويلة فى زراعته، إذ تتم زراعته 3 شهور فقط.
واستطرد "الحوفى" أنه يتم حرث الأرض وتسويتها، وتوضع الأسمدة، بالإضافة الى سوبر الفوسفات والكبريت للحفاظ على التربة من الحشرات والدودة القارضة، و تروى الأرض مرتين الى ثلاثة مرات، وبعد ثلاثة شهور يتم جمع محصول اللب، وتكسر القرعيات فى الأرض، ويستخرج اللب ويوضع على مشمع لكي ينشر ويجفف، وبعد ذلك يجمع ويخزن فى مكان تتوافر فيه التهوية، ويوضع داخل أكياس ويتم تسويقه، ويباع كيلو اللب للتجار بسعر يتراوح بين 35 جنيها و40 جنيهًا، وذلك حسب الرطوبة والنظافة والحبة الناضجة الناصعة البياض.
فوائد زراعة اللب الأبيض
وتابع الحوفى أن زراعة اللب الأبيض تعود على المزارع بفوائد كبيرة، من حيث العائد المادي، إذ يتراوح إنتاج الفدان من اللب من 750 إلى 120 كيلو، ويبلغ متوسط سعر الكيلو 35 جنيهًا، مضيفًا أن زراعة اللب الأبيض غير مجهدة للأرض الزراعية، بالإضافة إلى تكلفته المنخفضة، ويمتاز بعدم مكوثه فى الأرض لفترة طويلة ويحتاج أقل مجهود، إذ ما قارن بمحصول آخر، بالإضافة إلى أنه يدر ربحًا وفيرًا للمزارع والتاجر.
وأضاف محمد غازي، مزارع بقرية الشراقوة، التابعة لمركز دمنهور، أن معظم المزارعين كانوا في البداية متخوفين من زراعة اللب الأبيض، لكن بعد أن عرفوا عنه كل شيء أقبلوا علي زراعته، خاصة بعد الخسارة التي تعرضوا من زراعة القطن، مشيرًا إلى أن زراعة اللب لا تضعف التربة، وهى من الزراعات الغير مكلفة ماديا على المزارع، ويتم إعداد الأرض وحرثها، ونثر السماد البلدى بمعدل 20 مترًا للفدان، ويراعى عدم الإفراط فى التسميد خاصة السماد البلدى لتفادى الحشرات مثل الحفار والدودة القارضة.
وتابع غازى يتم إضافة التقاوى للأرض، وغمرها بالمياه وتتم الرية الأولى بعد نحو 40 يومًا، وتتم الرية الثانية بعدها نحو 15 يومًا، ولا تزيد عدد الريات على 3 ريات، وبعد ذلك يتم رش المحصول بالكبريت الميكرونى لوقاية محصول اللب الأبيض من الأمراض، ويتم حصاده بعد ثلاثة شهور ونشره على مكان مسطح ليجف ويتم تخزينه جيدا وتسويقه للتجار.
وقال المهندس إبراهيم على إبراهيم، خبير زراعي، إن زراعة اللب الأبيض من الزراعات السهلة، غير المكلفة، وهو محصول صيفى، كما أنه يدر عائدًا ماديًا للمزارعين، نتيجة الإقبال على استهلاكه محليًا وتصديره بكميات كبيرة، مضيفًا أنه يتم حرث الأرض حرثتين او ثلاثة مرات للعمل على تقليبها بشكل جيد للتخلص من جذور أو بقايا الزراعات السابقة، ويتم تزحيف الأرض وتسويتها، وبعد ذلك تضاف الأسمدة بمعدل 20 متر سماد بلدى للفدان، ويضاف 200 كجم سوبر فوسفات و150 كجم كبريت زراعى، مؤكدًا أن الكبريت مغذٍ طبيعى يقاوم الفطريات وينفر الحشرات خاصة الدودة القارضة والحفار.
وأضاف "إبراهيم": عند زراعة اللب الأبيض يتم تخطيط الأرض، بحيث يكون عرض الخط من 120 سم الى 200 سم، ويختلف العرض حسب خصوبة التربة، حيث يقل العرض كلما كانت التربة ضعيفة، وتتم عمل الجورة، بحيث تكون المسافة بين الجورة والأخرى 50 سم.
وأشار "إبراهيم" إلى أن الفدان الواحد يحتاج إلى بذور وتقاوى من 50 كجم إلى 60 كجم، وتوضع 150 كجم يوريا و250 كجم نترات على ثلاثة دفعات قبل مرحلة التزهير ويضاف 100 كجم سلفات بوتاسيوم، أو 50 كجم نترات بوتاسيوم، ويحتاج محصول اللب من 90 الى 120 يوما ليتم النضج والانتاج، مضيفا ان زراعة محصول اللب غير مجهد للأرض وغير مكلف للمزارعين، ويتراوح إنتاج الفدان من اللب بين 750 و 120 كيلو، ويدر عائدًا اقتصاديًا عاليًا.
