المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

شات جي بي تي وجوجل.. صراع العمالقة

الثلاثاء 28/فبراير/2023 - 11:19 م
شات جي بي تي وجوجل
شات جي بي تي وجوجل
تسنيم هاني
طباعة
يبهرنا الذكاء الاصطناعي من حين لآخر بابتكارات وتقنيات حديثة تحاكي الذكاء البشري أو تفوقه في بعض الأحيان، لكننا لم نتخيل يومًا أنه قد يهدد المستقبل الوظيفي لبني البشر، ويستحوذ على العديد من الوظائف والمهام العملية، كتقنية " شات جي بي تي ChatGPT"، تلك التقنية التي تطرقت لمسامعنا كثيرًا في الوقت الحالي، ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد حلم بعيد المنال.

وحسب قول شركة "Open Al" الأمريكية المطورة للتقنية فإن " شات جي بي تي " نموذج لغوي للذكاء الاصطناعي أو روبوت قادر على التفاعل مع المستخدمين عبر المحادثة، كما أدعت الشركة أنه قادر على إجابة أسئلة معقدة بطريقة تشبه الإنسان وتبعد كل البعد عن الآلية الاصطناعية الجاهزة.

شات جي بي تي يهدد شركات عملاقة ووظائف اُعتُقِد أنها المستقبل

ورغم أن فكرة الدردشة ليست جديدة، إلا أن تطبيق "شات جي بي تي" حاز انتشارًا واسعًا ووصفه الكثيرون بالخارق، فهناك العديد من المميزات التي تجعل هذا التطبيق مختلفًا عن غيره، حيث يمكنه كتابة السيناريوهات القصيرة، وإنتاج محتوى من الألف إلى الياء دون الاقتباس من مصادر أخرى، ما قد يهدد العاملين بعدد من الوظائف المهمة كالصحفيين والكتاب، وصانعي المحتوى، وكذلك التسويق الإلكتروني الذي يتضمن بين مهامه كتابة النصوص للإعلانات ورسائل بريدية تسويقية.

كما أن تقنية "شات جي بي تي" لها القدرة على حل المشاكل البرمجية وكتابة الأكواد البرمجية وشرحها بدردشة مباشرة؛ لذا فإنه من المتوقع تأثير هذه التقنية على مجال البرمجة الذي اعتقد البعض أنه المستقبل للأجيال القادمة بعد تطور التكنولوجيا.

ويمثل تطبيق "شات جي بي تي" نفسه كمنافسًا قويًا مع شركة جوجل العملاق لا سيما مع الإقبال الشديد من قبل المستخدمين للاعتماد عليه بشكل رسمي في عمليات البحث.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "The Information"، فإن شركة "ميكروسوفت Microsoft" تسعى لدمج روبوت "شات جي بي تي" مع تطبيقات "ورد Word" و"باور بوينت power point"، وعدد من التطبيقات الأخرى التي تعمل مع أنظمة تشغيل "ويندوز Windows" للاستفادة من التقنية.

ويتمكن تطبيق"شات جي بي تي" أيضًا من المساعدة في إنشاء السيرة الذاتية أو تعديلها، وتحضير استراتيجية للمشروعات الناشئة والإجابة على أسئلة العملاء وإعداد ملخصات الاجتماعات، وكذلك يمكنه كتابة نصوص الأغاني وتأليف الموسيقى، وتحويل الصور الإبداعية إلى نصوص، وتلخيص مقاطع الفيديو، كل هذا في أقل من دقيقة واحدة.

ليس هذا فحسب بل من الطريف أن " شات جي بي تي" يستطيع إضحاك المستخدم من خلال تأليف النكات الإبداعية وإلقاءها إذا طُلب منه ذلك. 

الاستطلاعات والدراسات.. هل "شات جي بي تي"  هو المستقبل؟

وكشفت دراسة حديثة، أن أكثر من نصف الشركات التي خضعت للدراسة في الولايات المتحدة استخدمت روبوت الدردشة "ChatGPT" في بعض أعمالها، وأعلنت أنها بالفعل قد استبدلت عدداً من موظفيها بعد استخدام أداة الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقًا للاستطلاع الذي أجراه موقع "Resumebuilder.com"، والذي شارك فيه 1000 من قادة الأعمال، وقالت الشركات التي استعانت بـ "شات جي بي تي"، إنها وفرت المال باستخدام التقنية، مع توفير 48% من الشركات لأكثر من 50000 دولار و 11% منهم وفرت أكثر من 100000 دولار، وفقاً لما نقلته مجلة "Fortune".

قصور الذكاء الاصطناعي عن ردع المستخدمين لغايات ربحية أو إجرامية 

إلا أن الأداة الخارقة فائقة الذكاء قد تتحول إلى نقمة أحيانًا، فقد حذر بعض الخبراء التقنيين من عدم قدرة "شات جي بي تي" على منع بعض الأفراد من استخدامه لغايات إجرامية، كلجوء أصحاب النفوس المؤذية للتقنية بهدف إنشاء رسائل تصيُّد إلكتروني للإيقاع بضحاياهم، ونشر عدد من رسائل البريد الإلكتروني والتي يمكن من خلالها الدخول إلى الحسابات بهدف السرقة أو الإبتزاز أو حتى مجرد التخريب؛ ومن المؤسف عدم وجود عقوبات رادعة لمن ينتهك سياسة الاستخدام الخاصة بشركة "Open Al".

وحذر الخبراء أيضًا أن هناك ما يقرب من أربعة تطبيقات مزيفة وثلاثة مواقع إلكترونية مختلفة تنتحل تقنية "شات جي بي تي" وتحمل نفس اللوجو والاسم الخاص بها، وقد انتشرت هذه المواقع والتطبيقات على جوجل بلاي وآبل ستور وتليجرام والواتس آب، وتُظهر معلومات غير معتمدة وليس لها أي دليل علمي حقيقي، كما تقوم بسرقة بيانات مستخدميه وصورهم الخاصة وأرقام هواتفهم المحمول.

ويمكنك التعرف على الفرق بين "شات جي بي تي" المزيف والحقيقي؛ أن الحقيقي كل ما يطلبه هو تسجيل الدخول باسم المستخدم ورقم هاتفه والرقم السري ويقدم كتابة تقرير تقني أو طبي أو صحافي احترافي من جميع الجهات، أما هذه التطبيقات والمواقع المزيفة تطلب من مستخدميها إعطاء إذن لها بالدخول إلى البيانات وأرقام الهاتف والصور الموجودة على الهاتف مما يوفر لهم فرصة الدخول إلى الهاتف وسرقة صورهم الشخصية وبياناتهم بكل سهولة، وتقوم بإعطاء تقارير ضعيفة لمستخدميها حيث إن كل هدفها هو ربح الأموال، ومن ثَم تسارع إلى بيع التطبيق أو الموقع إلى أي جهة أخرى ذات محتوى تجاري خاصة إذا تجاوز عدد مستخدميها مليون مستخدم.

ومن الجدير بالذكر، أن شركة "Open Al" لا توفر أي تطبيقات مرتبطة بنموذج الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي"، ولم تعلن عن أي شراكة مع أي تطبيق أو شركة أخرى لدعم التقنية. 

عدم التوافر رغم دعم اللغة العربية!

وتسائل العديد من المتطلعين العرب عن تطبيق "شات جي بي تي"، إلا أنه غير متوفر بالدول العربية حتى الآن، ولكن هناك عدة طرق يتحايل خلالها المستخدمون لإمكانية استخدامه في الدول العربية، تتلخص هذه الطرق في أن يملك الشخص صديقاً بأحد الدول التي تدعم التطبيق، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، ومن خلاله يقوم الصديق بإنشاء حساب بريد إلكتروني من المنطقة الداعمة لاستخدام التطبيق، وبعد الحصول عليه يستخدم الأشخاص برنامج VPN لتغيير موقع المستخدم وتحويله لدولة أخرى التي ينتمي إليها البريد الإلكتروني الجديد، ومن ثم الدخول إلى روبوت ChatGPT وإنشاء حساب جديد.

وحسب تجارب بعض المستخدمين العرب، فإن التقنية تدعم اللغة العربية لكن بقدرات محدودة مقارنة باللغة الإنجليزية.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads