لحية بيضاء، وسن تجاوز الخمسون عامًا، وعصا صغير يتكأ عليه، وقطعة من القماش يلفها حول رأسه ليواجه بها حرارة الجو، وحزمة من القماش اختارها وسادة كى يريح عليها رأسه من أتعاب الحياة.

حياة بائسة ضربت هذا الرجل الخسميني، الذى اختار أرصفة الطريق وسادة ليواجه بها تلك الأيام التى يعيشها فى آواخر عمره.

"عم محمد" الرجل الخمسيني بعد أن طرده أولاده وعاملوه بقسوة لم يجد إلا الشارع والجو الحار كي يستريح عليهما قليلًا، ظل "عم محمد" عمره كله يربي أولاده الخمس وبعد أن مَنَ الله عليهم ببيت وزوجة وحياة، قام الأولاد بطرد والدهما من المنزل بكل قسوة، فيقول:" عندي 5 أولاد بعد مربيت وكبرت وعلمتهم قاموا اتفقوا كلهم على طردي من المنزل".

وبصوت يملؤه البكاء الشديد يؤكد "عم محمد": "أنا مليش لزمة وتعبي راح على الفاضي، وهموت من غير سند".

وعن سؤاله عن سبب اختياره لرصيف الشارع قال:"الحجر أحن من قلوب البشر"، لم تكن مأساة "عم محمد" الصدمة الوحيدة فى حياته بل الظروف الإقتصادية أسوأ شعور يشعر به هذه الأيام بعد طرده من منزله.

ويضيف:"أنا قاعد فى الشارع هنا بقالى أسبوع، ومش لاقي أكل ولا أستحمي ولا أعمل اى حاجة، وأهل الخير بيجيبوا لي أكل كل فترة"، ويغيب" عم محمد" فيقول:"نفسي أموت".