تمكن "حزب الله" اللبناني، من فرض نفسه على المشهد الميداني بمنطقة القنيطرة في سوريا، خاصة بعد أحداث بيت جن واتفاق التهجير القسري الذي أشرفت عليه ايران بكل ثقلها في منطقة الحرمون، مما أسفر عن وصول "حزب الله" وبدعم من إيران إلى نقاط تقع على مشارف الحدود الإسرائيلية، كما أنه كاد أن يتمكن من السيطرة على طرق تربط الجنوب اللبناني بمواقع في ريف القنيطرة.

أهداف إيران في سوريا:
من المعروف أن إيران تريد فض نفوذها في سوريا، لكن ولكي نكون محددين أكثر فإن الميليشيات الإيرانية تسعى للاستحواذ جغرافيا على جيوب التهريب القديمة، والتي تقع في منطقة جبل الشيخ، وهي تصل من "بيت جن وحرفا وقرية حضر"، تلك المناطق التي تعد جميعها موالية للنظام، وفي نفس الوقت، فإن تلك المناطق على مقربة من تلال مهمة تعتبر تهديداً مباشراً لإسرائيل.

إسرائيل بين خيارين:
تعد الخطوات التي تتبعها إيران، وأهدافها بأن تتمكن من السيطرة على مناطق تعد تهديدا مباشرا لإسرائيل، التي تعي جيدا ذلك، أجبر ممثلي الكيان الصهيوني على الانحسار في الزاوية، وبين خيارين، فإما التخلي عن بيت جن، وإما أن تترك نفسها فريسة لتمرد الدروز في تل أبيب، لذلك قررت التخلي عن منطقة بيت جن، لأن تمرد الدروز سيكون نتيجته، خلخلة البنية العسكرية، لإقليم الشمال وهذا ما لن تسمح به إسرائيل مطلقاً.

استغلال حزب الله للحرمون:
وفي محاولة لتوضيح الجهود، التي يبذلها حزب الله في سوريا، فقد حرص موقع "أورينت نت" الناطق باللغة الإنجليزية، على توضيح أن "حزب الله" يستغل انفتاح منطقة الحرمون أمام تحركاته في منطقة تمتد من جبل الشيخ، بيت سابر وتيما وسيطرته على قلعة المجدل بالقرب من عرنه، وفتح مقرات سرية له في هذه المناطق، وصولاً إلى منطقة عين النورية في القنيطرة ومنطقة الحلس الدرزية، وسيطرته على مفاصل القرار في قيادة اللواء 90 في كوم الويسية ليكون عاملاً مباشراً في تدخلاته المريبة في مركز المحافظة، واقصائه لقرار الميليشيات التي تبدو ضعيفةً أمام امتداد الحزب أمنياً في المحافظة.

وجود محوري:
لنحاول الإلتفات إلى نقطة هامة، وهي إصرار حزب الله على السيطرة على منطقة القنيطرة، وذلك لأنها تبعد عن دمشق بمسافة تقدر بـ"35 كم"، وكذلك من وقف إطلاق النار من الجولان المحتلة بمسافة تقدر بـ 5 كم، لذلك يعد وجودها في القنيطرة، محوريا لأنه سيتمكن من السيطرة الأمنية على جيوب تقف عائقاً أمامها سيطرة الثوار على جباثا الخشب والحميدية والطريق الواصل بينهما.

بيت جن يكشف عورة إسرائيل:
لكي نكون معا في الصورة عزيزي القاريء، فعليك أن تعلم أن إتفاق "بيت جن"، قد أدخل إسرائيل في مأزق، لأنه وببساطة كش فعن عورتها، لأن هذا الإتفاق أعطى لإيران و"حزب الله" الفرصة التي لا تعوض بالتمدد في منطقة من أهم المناطق جغرافياً والتي تربط الجنوب اللبناني عبر مزارع شبعا وصولاً إلى تلال حاكمة كالظهر الأسود، وتلال بردعيا، ومنها إلى التلال الحمر.

وهو ما يطرح تساؤلاً ما إذا كان هناك اتفاق جرى بين إسرائيل، وهذه الميليشيات يفضي إلى السماح لهم بالتواجد في هذه المنطقة، التي كانت محرمة عليهم لسنوات.