رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن تزايد حدة التوترات بين إسرائيل وإيران خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا بعد تدمير إسرائيل طائرة إيرانية بدون طيار في وقت سابق من الشهر الجاري، يعمق المخاوف بشكل كبير من اندلاع حرب كارثية في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الإثنين - "إن تدمير إسرائيل للطائرة الإيرانية التي تم ارسالها من سوريا، وقصفها مواقع سورية أيضا، بمثابة تطور جديد وناقوس خطر لمدى تعمق طهران في سوريا، وإعادة رسم الخريطة الإستراتيجية للمنطقة".

وأضافت " إن إيران مستمرة في تعزيز وجودها العسكري في سوريا بشكل واسع، حيث قامت بنشر العديد من المستشاريين العسكريين من الحرس الثوري الإيراني في القواعد العسكرية في شتى أنحاء سوريا، كما يظهر هؤلاء المستشارون بشكل علني في الخطوط الأمامية لقيادة المواجهات العسكرية هناك".

وتابعت الصحيفة " تدعم إيران المليشيات المسلحة في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تم تدريبهم في سوريا، وذلك بالإضافة إلى التكنولوجيات الجديدة التي جلبتها طهران لسوريا، مثل الطائرات بدون طيار للتجسس على الأعداء وربما لمهاجمتهم جوا".

وقال كامل وازن مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية في بيروت، الذي يدرس سياسات الولايات المتحدة وإيران في الشرق الأوسط "إذا كانت هناك حرب فستكون إقليمية، وإن أي مواجهة ستكون مع جبهة المقاومة ضد إسرائيل وداعميها".

ومن جانبه، قال اللفتنانت جنرال إتش أر ماكماستر مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن أمس الأول السبت، "ما يثير القلق على وجه الخصوص هو أن هذه الشبكة من الوكلاء أصبحت أكثر قدرة في الوقت الذي تتوغل فيه إيران أكثر فأكثر، وتعزز أسلحتها المدمرة التي تمد بها هؤلاء الوكلاء، ويبدو أن الوقت قد حان للتحرك ضد إيران".

وعلى صعيد متصل، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) عن جنرال بالجيش الإسرائيلي قوله " إن احتمالات خوض إسرائيل حربا خلال هذا العام أعلى من أي وقت مضى، لا سيما في ضوء الانتصارات الميدانية للجيش السوري وحلفائه في الحرب المندلعة هناك منذ عام 2011".

وقال قائد عمليات الجيش الميجور جنرال نيتسان الون ـ في تصريحات لإذاعة الجيش، اليوم الإثنين ـ "إن العام 2018 فيه احتمال لتصعيد النزاع العسكري، ليس بالضرورة لأن أي طرف يريد بدء هذا النزاع، ولكن بسبب التدهور التدريجي، هذا دفعنا إلى رفع مستوى الاستعداد".

وشهد التوتر بين إسرائيل من جانب والقوات السورية والإيرانية من جانب آخر تصاعدا غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة، إذ أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية بدون طيار قالت إنها اخترقت الأجواء الإسرائيلية، كما قصفت عدة أهداف في الأراضي السورية، بينما أسقط الجيش السوري طائرة إسرائيلية من طراز (إف-16).

ورأى الون أن اقتراب الجيش السوري من استعادة السيطرة على آخر جيوب الجماعات المسلحة المناهضة له في إدلب والمناطق المتاخمة للحدود مع الأردن وإسرائيل سيعطي فرصة لحلفاء الرئيس السوري بشار الأسد لتحويل انتباههم إلى إسرائيل.

وأضاف المسئول الإسرائيلي " في المنطقة الشمالية، هناك تغييرات بسبب التطورات الاستراتيجية في القتال السوري الداخلي، الإيرانيون وحزب الله، الذين يدعمون (الأسد)، يتحررون لبدء بناء قوتهم".

وتابع " لا نسمح لهذه الأشياء بالحدوث دون انخراطنا، نحن نعمل وسنواصل العمل"، في إشارة على ما يبدو إلى الغارات الإسرائيلية ضد ما تعتبره اسرائيل أهدافا تابعة لإيران وحزب الله في سوريا.

وتبدي تل أبيب تخوفا كبيرا من تصاعد نفوذ إيران وحزب الله في سوريا خلال الآونة الأخيرة الأمر الذي دفع العديد من المسئولين والمراقبين هناك إلى ترجيح احتمال وقوع حرب خلال الفترة المقبلة، والتشديد على أهمية استعداد إسرائيل لهذه الحرب.