ترتبط مصر والمجر بعلاقات وثيقة على مدار التاريخ على جميع المستويات، وهناك دلائل عدة تشير إلى وجود اتصالات وعلاقات بين الشعبين والدولتين في مختلف جوانب الحياة.

دبلوماسيًا وثقافيًا
بدأت العلاقات الدبلوماسية رسميًا بين مصـر والمجـر بعد انفصالها من إمبراطورية النمسا والمجـر عام 1928 وتم إيفاد أول سفير مصـري للمجـر عام 1948.

كما بدأت البعثات المجـرية للحفريات نشاطها في مصـر عام 1907 ولها العديد من الاكتشافات الهامة بمنطقة شارونة بمحافظة المنيا وبمنطقة الفشن ومنذ عام 1983 بمنطقة طيبة، وللمجـريين الفضل في اكتشاف مقبرة أحد النبلاء هو دجيحتمس وذلك بمنطقة الخوخة.

وقدم المجـريين يد العون من أجل إقامة المتحف الزراعي المصـري بالدقي وهم أول من أدخلوا في مصـر أسلوب زراعة المشاتل ولعل الكثير من المصريين لا يعلموا أن تسميتهم لهذه المشاتل الزراعية بالـ "الصوبة" هي أصلًا كلمة مجـرية تعني الحجرة المغلقة الدافئة أو Szoba.

فنيًا
وفي المجال الفني، تمتع المصريون في الستينيات والسبعينيات بمشاهدة الفنانة القديرة مريم فخر الدين وشقيقها يوسف ذوي الأصول المجرية وهي لا زالت تتحدث المجـرية بطلاقة، كما تمتعوا بالضحك مع الأداء الكوميدي المتميز للممثل إستفان روستي ذو الأصول المجـرية وكذلك بأفلام المخرج الكبير سيف الدين شوكت المجـري الأصل من مواليد مدينة كابوشفارKaposvar، الذي أخرج عدد كبير من روائع السينما المصـرية والعربية كفيلم "شمشون ولبلب" و"إسماعيل يس بجنينة الحيوانات" و"إمرأة وشيطان"، كما قام عدد من المخرجين السينمائيين كعلي بدرخان باختيار المجـر كموقع مفضل لتصوير أفلامهم.

وفي المجال الغنائي، تم تتويج هذا التعاون المشترك عام 2007 حينما قام الموسيقار والمغني الشاب عمرو مصطفى بأداء وتصوير فيديو كليب دويت باللغتين العربية والمجـرية مع المغنية المجـرية أورشي فلوم بعنوان "لو في حياتي".

رياضيًا
أما في المجال الرياضي فهناك دلائل عدة، فقد قامت المجـر بتشييد اللوحة الرقمية الرئيسية التي عرفها المصـريون جيدًا خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات باستاد القاهرة الدولي.

كما استعان النادي الأهلي بالمدرب المجـري المخضرم ناندور هيديكوتي الذي درب الفريق لفترتين من 1973 وحتى 1980 ثم من 1983 حتى 1985، ويعد أنجح مدرب لنادي القرن على الإطلاق حيث احتفظ النادي بشبكة عذراء لفترة موسم كامل، ثم عاد هيديكوتي لتدريب نادي الاتحاد السكندري.

اقتصاديًا
بعد الحرب العالمية الثانية، وقعت المجـر تحت النفوذ السوفييتي، وتزامن ذلك مع توثيق مصـر لعلاقاتها مع المعسكر الشرقي وتبنيها سياسات اشتراكية بعد ثورة 1952 وأدى ذلك إلى تنامي العلاقات المصـرية المجـرية بشكل كبير ومتشعب فضلًا عن ازدياد حجم التبادل التجاري حيث استوردت مصـر من المجـر الميكنة الحديثة والميكنة الزراعية من منتجات شركة جانز المجـرية واللمبات الكهربائية من إنتاج شركة تونجسرام.

ولكن يظل أكبر منتج عرفه الشعب المصـري والمرتبط في أذهانه بالمجـر هو القطار المجـري السريع الذي لا زال يعمل في خطوط السكك الحديدية المصـرية والذي لقبه المصريون بالـ "المجـري" حتى أصبح يقترن هذا الاسم بكل ما هو سريع وفعال على شاكلة لاعب خط الهجوم بالنادي الأهلي والمنتخب القومي مصطفى عبده الذي لقب بالمجري لسرعته في الملعب.

وتطورت العلاقات الاقتصادية بين مصر والمجر خلال العامين الماضيين بشكل كبير حيث شهد حجم التبادل التجارى بين البلدين تطورًا كبيرًا خلال العام الحالي، وسجلت الصادرات المصرية إلى السوق المجرية نموًا بنحو 198% لتبلغ 15.3 مليون يورو مقابل 5.14 مليون يورو العام الماضي، كما انخفضت الواردات من المجر من 45.77 مليون يورو إلى 28.6 مليون يورو خلال العام الماضى، بنسبة انخفاض بلغت 37%، ويبلغ حجم الاستثمارات المجرية في مصر خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 41.45 مليون دولار بإجمالي 58 شركة، وقد تنوعت الصادارت المصرية للأسواق المجرية لتشمل البلاستيك والخضروات والفاكهة والسيراميك والأسمنت والقطن والأسمدة والسجاد ومنتجات الإضاءة، فيما تركزت الواردات في المولدات والأجهزة الكهربائية وعربات السكك الحديدية والكيماويات والحديد والأثاث.