المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

خبير اقتصادي لبوابة المواطن: لماذا السيسي؟

الإثنين 05/مارس/2018 - 02:25 ص
منيره عبد الراضي
طباعة
قال الدكتور حسن أمين الشقطي، الخبير الاقتصادي، ووكيل كلية التجارة بجامعة أسوان.

لماذا السيسي: سؤال يطرح نفسه هذه الأيام على الجميع، والسؤال الأهم: لماذا يوجد لامبالاة من البعض تجاه الانتخابات عموما ؟ وهل هذه اللامبالاة مرتبطة بالسيسي أم هي لامبالاة للانتخابات جميعا ؟ أكثر من ذلك، لماذا حالة الاحباط بمصر عموما لكل الانتخابات ولماذا معدلات المشاركة دايما ضعيفة ؟ وإلى متى سنظل لا نعبر عن رأينا بحق أعطاه الدستور لنا.


وأضاف في اعتقادي أن مواقع التواصل الاجتماعي والجدل المثار ما بين الجمهور واللجان الالكترونية أو ما يطلق عليه حروب الشائعات باتت تترك تداعيات سلبية على المصريين، وتضعهم في شك في كل شئ_والسبب بسيط هو براعة مطلق الشائعات التي أصبحت تضربنا في نواحي مؤثرة لدينا__فمن هم ضد انتخاب السيسي_لا يتكلمون سوى عن الأسعار والكهرباء وأنبوبة الغاز والبنزين والسولار وسعر رغيف الخبز_ويذكروننا بأيام مبارك_كما لو كانت أيام مبارك أيام سعادة وهناء للجميع،وأنهم يثيرون شكوكنا حول كل انجاز ايجابي للرئيس_أنهم يتركونك في منطقة رمادية حتى لو كنت مؤيد للدولة برئيسها وحكومتها، نتيجة اختيارهم للأوتار الحساسة المرتبطة بك، سواء في عملك أو راتبك أو الفساد في قطاعات معينة، فكثيرا ما يقولون: ماذا صنعت قناة السويس لنا ؟ وهي بلا فائدة__وللأسف كثير من الناس يسيرون وراء هذه الشائعات الكاذبة عاطفيا.

وأكد لبوابة المواطن الاخبارية ألا يكفينا أن يكون السيسي هو موقد شعلة الاستقرار بعد فترة ليست قصيرة من الفوضى العارمة، السيسي أنهى زمن اللادولة أو لنقل زمن اللانظام.
الأمر الخطير أن الرئيس السيسي والدولة والحكومة في كثير من الأحيان هذه الأيام لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم في كثير من القضايا نتيجة لدواعي الأمن القومي_وأبرز هذه القضايا: بناء قناة السويس الجديدة، وتيران وصنافير، وسيناء، والعمليات العسكرية وغيرها،وأنا كمواطن عاقل لا يمكن أطالب الرئيس يخرج على الملأ ويعلن بشفافية أهدافه من كل أمر يتعلق بقضية دولية، لا يمكن أطالبه أن يخرج في الاعلام ويقول لماذا وكيف يتصرف وكل يفكر وما هي أسبابه وأهدافه ؟ هنا سيكون هناك اخلال بالأمن القومي.

كما أكد على المستوى الاقتصادي، فالسيسي غير خارطة الاقتصاد المصري تماما، فبعد سنوات طويلة من اعتماد الاقتصاد المصري على المنح الخارجية، نجح في بناء اقتصاد بلا منح__السيسي انفق خلال الاربع سنوات لفترة حكمه حوالي 3.7 تريليون جنيه وهي قيمة كبيرة وهائلة وغير معلوم تماما من أين جاءت في خضم فترة تعاني فيها الدولة المصرية من ويلات الاضطراب السياسي والأمني والحرب الشرسة التي تشنها دول معروفة وأخرى غير معروفة، وأطراف مجهولة الهوية تحارب مصر وتسعى لفرض واقع الارهاب عليها لمنع مسيرتها التنموية بعد سنوات من الفوضى العارمة.

و أوضح لا يخفى أن السيسي نظر بعمق في الشعارات التي رفعتها فترة الثورة من عدالة وحرية واصلاحات، حتى أنه اعطى اولوية لمكافحة الفساد وفرض معايير الشفافية والافصاح، فضلا عن اهتمامه الشخصي بمعايير جديدة وغير مسبوقة منها الشمول المالي لفحص الذمة المالية لكبار المسئولين بالدولة،وإن الانجاز الأكبر للسيسي أنه استطاع تسيير موازنة الدولة بلا منح_رافضا الخضوع لشروط الدول المانحة. مصر كانت حتى عام 132014 تحصل على 96 مليار جنيه كمنح ومساعدات من الخارج، انخفضت فجأة في عام 142015 إلى 25 مليار جنيه، ثم ازداد الوضع انخفاضا وبلغت هذه المنح حوالي 3.5 مليار جنيه في 152016، ولم يتوقف تراجع المنح الخارجية عن مصر عند هذا الحد، بل قطعوها لتصل إلى 2.2 مليار جنيه في عام 162017__ وازداد الأمر تحديا بتضاؤل هذه المنح حتى بلغت 1.1 مليار جنيه في موازنة 172018. فما الذي حدث ؟ ولماذا هذا التراجع الواضح والقوي في قيم المنح المقدمة لمصر عبر السنوات الأربع الأخيرة ؟.


وأشار انه السيسي، انها سياسات الاستقلال عن الخارج وعدم قبول الخضوع لاشتراطات الدول المانحة التي تمنح مساعدات، وتفرض شروطها وسياساتها من خلالها. ففي السنة الأولى لحكمه تم اكتشاف توجهاته الوطنية، فهو يريد دولة غير تابعة لأحد، فتراجعت المنح بمقدار أربع أضعاف، حتى انخفضت من 96 مليار جنيه في 2013 إلى 1 مليار جنيه في 2018، فقد عرف الجميع أن منحهم بلا قيمة، فقطعوها !!!

ولكن من أين دبر السيسي هذه ال 3.7 تريليون جنيه كموازنات للدولة المصرية عبر أربع سنوات تم خلالها فرض حصار اقتصادي عليه من خلال قطع وايقاف المنح والمساعدات الخارجية ؟ والتي كان يفترض أن تقدر بنحو 384 مليار جنيه أو ما يوازي 40 مليار دولار حينها ؟
بالمعايير المالية غير معلوم كيف تم تدبير هذا الانفاق الهائل لاستعادة البنية التحتية المدمرة خلال 2011-2013 ؟ وأيضا غير معلوم كيف تم ذلك في ظل غياب جزئي للايرادات الحكومية وخاصة خلال العام الأول 2013-2014 ؟ أنها كفاءة ومهارة السيسي.

الأدهى والأغرب أن السيسي تحدى الجميع في منتصف سبتمبر 2014، يعني بعد 90 يوما تقريبا من فترة رئاسته بطرح شهادات قناة السويس الجديدة، وهي فترة كان المواطن يخشى فيها من ايداع مدخراته في البنوك المصرية، لن نستطيع تفسير ما فعله السيسي سوى بأنه أراد استعادة الثقة في الاقتصاد المصري لكن مستخدما أسلوب الصدمات الكهربية،وبالفعل نجح السيسي في استفاقة قلب المنظومة المالية والمصرفية بالدولة من خلال تجميع 64 مليار جنيه مصري خلال ايام قليلة، وفي فترة ما كنا نعتقد أن البنوك المصرية تمتلك فيها هذا الرقم الضخم بعد ثلاث سنوات من الاضطراب المالي والاقتصادي التام.

وأختتم حديثه قائلا يكفي لنا أن نعلم أن كل الجدل المثار بالساحة المصرية الآن يدور حول الغاز الطبيعي واستكشافه واستيراده_فألا نسأل أنفسنا منذ متى ومصر هي دولة غاز ؟ وكيف ظهرت هذه الاتفاقيات ال 62 فجأة ؟ في اعتقادي هو نجاح للسيسي في التركيز على قطاع كان غائبا تماما عن الحكومة، وبالفعل اليوم نتحدث عن حقل ظهر، وتشير الدلائل عن احتمالات لظهور حقول أخرى قادمة أو لنقل عصر جديد لمصر، كدولة غاز وليدة بالشرق الأوسط، وأن الاصلاح الاقتصادي سوف ينهي أمراض كثيرة ومتنوعة بمصر، ولكنه سيستغرق بعض الوقت على المدى القصير ما بين عامين لثلاثة أعوام، والبشرى أن معدلات الأسعار بدأت تنكسر حدتها، الآن نقول مسار الأسعار للسلع الغذائية بدأ يأخذ الاتجاه الهابط، وسوف تظهر ملامحه جيدا خلال ال ست شهور المقبلة بإذن الله.

موضوعات متعلقة

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads