المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"ابن في ثوب شيطان ".. يقتل ست الحبايب.. ويعترف: "كنت بأدبها"

الإثنين 05/مارس/2018 - 01:55 م
محمد عبد الله
طباعة
نسي أنها والدته التي حملته في بطنها .. وتحملت متاعب الحمل وأوجاع الولادة.. كم ضحت بعمرها من أجل سعادته.. كانت تخاف عليه من لفح أنفاسها.. فبدلاً من أن يرد لها الجميل بعد أن تقدم بها العمر، وأصبحت في أشد الحاجة لمساعدته ، خيم الشيطان على عقل الإبن الضال وتخلص من ست الحبايب، هكذا تجرد أبن من مشاعر الإنسانية والآدمية وقتل أمه بدم بارد لاستيلاء منها علي حفنة من الأموال لا قيمة لها.

شهدت وقائع تلك الجريمة البشعة منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، عاشت الأم "عطيات"صاحبة الــ 65 عامًا طيلة حياتها في الشقاء والكد والتعب، كانت تعمل في مهنة حياكة الملابس على مكينة خياطة التي سلبت منها نظرها وصحتها، حتى تساعد زوجها علي تحمل نفقات المعيشة ، كانت لا تملك من الدنيا غير ابنها "محمد" وشقيقته، كان الابن أغلى عندها من أي شي تضحي بالغالي والنفيس من أجل أن تراه سعيداً، حتى كبر وترعرع وأصبح شاباً ، سعت الأم المسكينة بكل ما تملك من أجل زواجها ودائماً ما كانت تردد عليه "يا ضنايا انت كل حياتي ..نفسي أشوف ولادك حوليا قبل ما أموت"، تزوج محمد، وعاش هو وزوجته برفقة والدته بعد وفاة رب الأسرة.

كبرت الأم وأصاب المرض جسدها، وأصبحت في أشد الاحتياج لعطف وخدمات ابنها، ولكن يبدو أنها أنجبت أنسان في ثوب شيطان، أعتاد على سبها وتوبيخها دون أدنى ذنب، لم يرجع بذاكرته ليرد لها إحسانها عليه من تربية وصحته التي أفنتها من أجل أن تراه في أحسن حال، دب الشيطان في عقل الإبن الضال، وطلب من والدته أن تعطيه تحويشتها التي تمتلكها لكي يشتري شقة، ولكن الأم كانت ترد عليه "من فين يا ابني.. ما انت عارف أنه كل فلوسي وتحويشتي اعطيتها لك".

لم يقتنع الابن بمبررات الأم متهمها بأنها ترفض وتتعمد عدم مساعدته، وتقوم بإعطاء أموالها لشقيقته، وصل به الحد إلى التعدي عليها بالضرب مرارًا وتكررًا دون شفقة، وكأنها عدوه اللدود، أصيبت الأم المسكينة بالحسرة واليأس من معاملة نجلها وفلذة كبدها لها، ولكن ضعفها وقلة حيلتها لا تمتلك سوى ما تبقى لها من بصيص نظرها وعكازها الذي يحملها من الأرض لقضاء حاجتها، تجلس بمفردها تبكي على خيبة أملها في خلفتها وسند حياتها المنهار.

لم تكن تتخيل "الأم" أن نهاية حياتها ستكون علي يد أبنها، وقد كان.. عاد الابن في أحد الليال والغضب يشتطاط من عيناه، كانت زوجته غير متواجدة في ذات اليوم، استقبلته الام بالابتسامة الحنونة على النقيض من قسوته "أنت جيت يا ابني حمد الله على سلامتك.. أكيد جعان.. اقوم اتعكز وأحضرلك الأكل"، لم يرد الابن الذي لم تشفع عنده تلك الكلمات أو ترق قلبه، ولكنه قابلها بالسب والشتائم معنفها "انتي هتديني فلوس غصب عنك.. وإلا هموتك"، اكتفت الأم بالسكوت، ولكنه تجرد من معاني الإنسانية وتلفع بعباءة الشيطان، وانهال عليها بالضرب المبرح لرفضها إعطائه أمواله لاستكمال شراء وحدة سكنية بالدرب الأحمر.

لم يتحمل جسد الأم المريض وصلة التعذيب والضرب الذي تعرضت له من فلذة كبدها، وسقطت من بيبن يديه جثة هامدة متأثرة بجروحها.. لم يصاب الابن الجاف بالندم والإسراع في إسعاف والدته، حتى فارقت الحياة، وظل يفكر في حيلة لكي يفلت من جزاء فعلته مطبقًا مواصفات المثل المعروف "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، قام الابن بإخطار الشرطة أن والدته توفيت لأنها تعاني من حالة إعياء شديدة، وظل يجسد دور الحزين على فراق أمه حتى لا ينكشف أمره.

ظن الابن الضال أن أفلت من فعلته البشعة، ولكن الله أراد أن يقتص لها في الحال، بعدما أكتشف مجري التحريات، عقب استدعاء مفتش الصحة أن المجني عليها تعرضت للتعذيب والضرب، وتبين خلالها أن جثتها بها إصابات عبارة عن كدمات وتجمعات دموية وآثار تعذيب، وبإجراء التحريات تم التوصل إلى أن نجلها المبلغ وراء الواقعة لأنه كان دائم المطالبة بمبالغ مالية من المجنى عليها والتشاجر معها والتعدى عليها بالضرب.

أنكر الإبن في البداية ارتكابه للواقعة، وبتضيق الخناق عليه اعترف بقيامه بطلب مبلغ مالى من المجنى عليها، وعقب رفضها تسليمه المبلغ قام بالتعدي عليها محدثًا ما بها من إصابات التى أودت بحياتها وانهار باكيًا "مكنش قصدي أموتها.. أنا كنت بأدبها واضغط عليها عشان أخد منها الفلوس"، لينتهي المطاف بالابن الضال بإيداعه خلف القضبان بعد أن أصدرت المحكمة ضده حكما بالسجن المؤبد جزاء لما فعلته يده.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads