جرينبلات يستفز العرب بتصريحات تؤكد أن ثمنًا كبيرًا سيدفعه الفلسطينيون
الجمعة 17/أغسطس/2018 - 08:01 ص
إسلام مصطفى
طباعة
القضية الفلسطينية قضية مُعقدة، لاسيما وأن الجانب الصهيوني تقوى شوكته بالمساندة الأمريكية، في حين أن الجانب الفلسطيني يشق صفه الخلافات التي من شأنها أن تضعف موقفه في ظل إصرار حماس على عدم التوصل لقرار فيما يتعلق بالمُصالحة الفلسطينية، هذا ما دفع بعض المسؤولين الداعمين للكيان الصهيوني، إلى إطلاق تصريحات من شأنها التأكيد على فكرة التوصل لحل بشأن القضية الفلسطينية يواجه عقبة كبيرة، وأن الكيان الصهيوني سيفرض شروطًا مجحفة على الجانب الفلسطيني، لاسيما عقب تغريدة المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط، التي استفزت العرب جميعًا وليس الفلسطينيون فقط.
تغريدة مستفزة لـ"جرينبلات"
تغريدة مستفزة لـ"جرينبلات"
جرينبلات
غرد المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط "جايسون جرينبلات"، على حسابه الخاص على موقع التدوينات المُصغرة "تويتر"، اليوم باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، بأن طرفي الصراع في الشرق الأوسط لن يرضيا بخطة أمريكا للسلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين.
ونصت تغريدته على أنه، "لن يكون أحدًا راضيًا بالكامل على اقتراحنا، لكن يجب أن تسير الأمور هكذا من أجل تحقيق سلام حقيقي، فالسلام لا يُمكن أن ينجح، إلى إذا استند إلى الحقائق"، موقعًا تغريداته الثلاثة، بتوقيعات كلًا من مستشار ترامب وصهره، "جاريد كوشنر"، والمندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المُتحدة، "نيكي هايلي"، بالإضافة إلى السفير الأمريكي لدى تل أبيب، "ديفيد فريدمان"، المُشاركين في وضع خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط.
الغريب في الأمر أن الخطة التي يُشير إليها "جايسون جرينبلات" في تغريدته، لم تُنشر إلى الآن، وتواردت تصريحات صحفية في بعض الصحف الإسرائيلية، عن تأجيل نشر الخطة لمدة شهر، بحسب مصدر مقرب من البيت الأبيض ومسؤولين عرب رفيع المستوى، على حسب وصف صحيفة "إسرائيل اليوم"، والذي أكد أن التأجيل يعود إلى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المُقررة في 6 نوفمبر المُقبل، بدعوى الخشية من أن بنود الصفقة تتطلب تنازلًا إسرائيليًا من الممكن أن يؤثر على ترشيح نواب الحزب الجمهوري، ما يُثير التساؤلات لدى الكثيرين، هل حقًا الخطة تحوي بنودًا تُجبر الكيان الصهيوني على تقديم تنازلات، أم أنها ستكون مجحفة على الجانب الفلسطيني فقط؟
فلسطين ستدفع ثمنًا كبيرًا
أيمن الرقب
ورأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة والباحث في الصراع العربي الإسرائيلي، أيمن الرقب، أن تغريدة "جرينبلات" يحاول بها استفزاز الجانب الفلسطيني، وإن الحديث عن عدم موافقة الكيان الصهيوني على الدولة المُحددة بحدود 1967م، مرفوض بالمرة.
وأوضح الرقب في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن تصريحات "جرينبلات" تؤكد أن ثمن كبير سيدفعه الجانب الفلسطيني دون الجانب الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أن الفلسطينيين يعلمون جيدًا ذلك، لاسيما عقب خروج القدس من الحل النهائي، وتصريحات ترامب بشأن أنه لو كان هناك قضايا عالقة سنحلها.
وتابع، تصريحات "جرينبلات" تتشابه كثيرًا مع تصريحات بشأن إحداث صدمة سياسية تحرك ملف السلام، كانت تتعلق بموضوع القدس، مُشددًا على أن الفلسطينيين لن يقبلوا إلا بالقدس الشرقية الموحدة التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1967م، وحتى حائط البراق الذين اقتطعه الكيان الصهيوني، مُشيرًا إلى أنه لو كان هناك حق لليهود في العبادة في المُقدسات، سيسمح لهم الجانب الفلسطيني بذلك، ولكن في ظل السلطة الفلسطينية.
