المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

أكتوبر 73.. ملحمة جسدت بطولات لن ينساها التاريخ على أهم جبهتى الأمة العربية وتطرح تساؤلات تحيط بممثلي القوات السورية

السبت 22/سبتمبر/2018 - 04:06 م
عواطف الوصيف
طباعة
مصر وسوريا.. كلمتان يجتمعان معا ليشكلا إرادة عربية حقيقية، قادرة على الوقوف أمام عدوهما، في إتحادهما قوة وتعد حرب أكتوبر 73 خير شاهد على أتحاد كل من مصر وسوريا وقف كل منهما على جبهته، وأتفقا على توحيد الهدف وهو هدم الكينونة الإسرائيلية.

مصر وسوريا
مصر وسوريا
حرب 67
قبل الخوض في نقط تتعلق بحرب أكتوبر 73، التي تعد واحدة من أهم حروب العرب على مدار تاريخهم، لابد من الانتباه إلى السبب الرئيسي الذي أدى إلى وقوف كل من مصر وسوريا معا، وهي حرب 67، والتي لقبت بـ " النكسة "، وأدت إلى ضياع أجزاء غالية، من الوطن العربي، فقد تسببت في ضياع سيناء والجولان السوري، علاوة على الضفة الغربية في فلسطين، وأصبحت كل هذه المنطق في قبضة العدو الصهيوني.. إسرائيل.

حرب 67
حرب 67
قرار بالهجوم
بعد النتائج التي تسببت فيها نكسة 67، وتمكن إسرائيل من فرض قوتها ونفوذها على أجزاء غالية ومهمة جغرافيا واستراتيجيا، في المنطقة العربية والأهم أنها تحقق طموحاتها الصهيونية من النيل إلى الفرات، كان لابد من إتخاذ قرار بالهجوم، لإسترداد ما سلب، ذلك القرار الذي لم يكن سهلا على الإطلاق، لذلك أخذ وقت كبير حيث ست سنوات من داسة الوضع وكافة المجريات، ليهل على الأمة العربية فجر 73.

أتحاد على جبهتين
كثيرا ما تحدث العرب عن حرب أكتوبر 73، وتفاخروا بها، لكن ما رأيك عزيزي القاريء، إذا حاولنا الإلتفات إلى شهادة الغرب عن هذه الحرب المجيدة وتحديدا عن إتحاد كل من الجبهتين المصرية والسورية، في مواجهة العدو الإسرائيلي.
يقول الكاتب البريطاني جيفري كمب في وصفه لوقائع حرب السادس من تشرين الأولى: " في السادس من شهر أكتوبر، تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور القناة باستخدام تقنيات جديدة مثيرة للإعجاب من ابتكار المهندسين المصريين أنفسهم، ونجحت في اقتحام خط بارليف وتابعت اندفاعها باتجاه وسط سيناء. واقتربت القوات السورية من تحقيق انتصار حاسم عندما فاجأت بهجومها الشامل القوات الإسرائيلية التي تحتل مرتفعات الجولان وباستخدام قوّة جرارة، وكادت تنجح في طردهم منها. وبرز في البدايات الأولى لتلك الحرب الاستخدام الفعّال "للقنابل الموجهة بدقة" PGM المضادة للطائرات والدبابات والتي أرسلها السوفييت لدعم القوات المصرية والسورية، وكانت وراء التفكير بابتداع وسائل تدمير بعيدة المدى، وهكذا بدأ عصر استخدام الصواريخ. "
حرب أكتوبر 73
حرب أكتوبر 73
إنجاز ولكن
تمكنت كل من القوات المصرية ونظيرتها السورية من تحقيق إنجاز لا شك يؤكد ما يتمتع به منفذيه من بواسل القوات المسلحة على كلا الجبهتين من خصال الشجاعة والقوة، لكن النتيجة هي التي لم تكن متوقعة على الإطلاق، فعلى الرغم من الجهود التي بذلتها كل من القوات المصرية والسورية، والتي شهد لها كبار رموز الفكر والسياسة والاستراتيجية العسكرية على مستوى العالم، إلا أن الجولان لم يكن له نصيب من النصر الذي نالته سيناء، فقد تحررت أرض الفيروز، وظلت الجولان كما هي تعاني من الإحتلال الإسرائيلي حتى هذه اللحظة.

كلمة حق
قبل التذكير بموقف القوات السورية، على جبهتهم العسكرية خلال الحرب، لابد من الإلتفات إلى نقطة هامة، وهو دور دول العرب، وتحديدا في منطقة الخليج، فقد شاركت  فرق عسكرية عربية في الحرب، واتخذت دول الخليج بمبادرة من الملك فيصل بن عبد العزيز والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قرارا بحظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة، بسبب إنشائها جسراً جوياً لدعم إسرائيل.
فيصل بن عبد العزيز
فيصل بن عبد العزيز
أنسحاب غير مبرر
على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته القوات السورية، والذي كن بشكل كبير وملحوظ ، وهو ما أده أيضا الكاتب البريطاني جيفري كمب، إلا أن سرعان ما تحول النصر الذي صنعه سوريون آمنوا بحق وطنهم في استعادة الأرض المحتلة وقاتلوا ببسالة، إلى هزيمة... فاستعادت القوات الإسرائيلية زمام المبادرة، وتمكنت من السيطرة على مرتفعات الجولان، ونجحت القوات الإسرائيلية في دفع القوات السورية إلى ما وراء خط الهدنة لعام 1967 وباتت تهدد دمشق ذاتها، وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بناء على مبادرة أطلقها وزير الخارجية الأميركي الشهير هنري كيسنجر.

هنري كيسنجر
هنري كيسنجر
الخلاصة..
لا شك أن العلاقة بين مصر وسوريا ذات طابع خاص، ولن تثبت هذه العلاقة نجاحا منذ حرب أكتوبر 73، فقد كانت البداية قبل ذلك بـ 15 عاما، حيث الوحدة التي وقت إتفاقياتها بين الرئيس جمال عبد الناصر وشكري القوتلي عام 1958، والآن وبعد مرور 45 عاما على حرب أكتوبر يشعر السوريون بالدعم الذي تقدمه مصر لهم لمواجهة الخطر الذي ألحقه بهم عدوهم وعدونا من الفصائل المسلحة، لكن ما شهدته الجبهة السورية، في وقت حساس تقرر فيه اندلاع حرب حاسمة لاسترداد الأرض التي سلبت، وموقف القوات السورية حيث الانسحاب وترك الجولان أسيرة في يد قوى الإحتلال الإسرائيلي، أمر يستحق التفسير وإيجاد إجابة حاسمة له لمعرفة من المخطيء أو بالأحرى على من تقع أصابع الإتهام.

موضوعات متعلقة

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads