فيديو| البطالة تغزو تل الحدادين بالغربية و4000 عامل مهددون بالتشرد
الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 09:02 م
أمنيه عبد العزيز
طباعة
يواجه نحو 4000 عامل في تل الحدادين بالغربية شبح التشرد والبطالة، بعد أن ساءت الأحوال الاقتصادية في ظل توقف عجلة الاقتصاد وارتفاع الأسعار، ما جعل المنطقة التي اشتهرت بكثافة العمل والحركة، تبدو كما لو كانت مهجورة، حيث يجلس الحدادون أمام محالهم في انتظار قدوم الزبائن وهو ما لا يحدث، بحسب العمال، مشيرين إلى أن التل لم يعد أبدا كسابق عهده منذ تأسيسه قبل 200 عام.
وتأسس تل الحدادين بالغربية قبل 200 عاما بواسطة مجموعة من الحدادين بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ليجمع كل حدادي المحافظة على منطقة تشبه التل بالمدينة جمعت كل العاملين بالحدادة واللحام وقاموا بتعمير المنطقة وبناء المحال بها حتى اشتهرت المنطقة، وأصبح أكبر تجمع لأعمال الحدادة واللحام وصنع البوابات والقوائم الحديدية والمقصات والمناجل ومتطلبات الفلاحين وغيرها من الصناعات الأخري.
التقت "بوابة المواطن" بمجموعة من أصحاب المحلات بمنطقة تل الحدادين للتحدث أكثر عن المنطقة ورصد أهم المشاكل التي تواجه العاملين بها.
تل الحدادين بالغربية
تل الحدادين بالغربية
يقول "سيد" صاحب محل حدادة بالتل منذ 70 عاما، إنه ورث هذا المحل من أبيه وجده حيث امتهن الحدادة من بعدهم لإكمال مسيرتهم، وذكر أن تل الحدادين بالغربية الآن تختلف عن ذي قبل، فقد كانت قبل إرتفاع سعر الدولار منطقة عملية جدا لا تستطيع أن تقف بها من كثرة الوافدين، ولكن الآن يجلس الجميع أمام محالهم في إنتظار الفرج فلا توجد حركة عمل كالماضي لا يوجد سوي ركود تام في السوق، وهذا يؤثر علي المهنه والعاملين بها ودفع الكثير إلي إغلاق محلاتهم والذهاب إلي مهن أخرى لجني المال.
وأكمل الحاج "صبحي" عمره 70 عام، كان يعمل مع أبيه وجده بالحدادة منذ طفولته، عاصر حالة الإنتعاش التي كانت تشهدها منطقة تل الحدادين، فقد كانت تعتبر أكبر مكان علي مستوي المحافظة لبيع الحديد وإحتياجات النجارة والمعمار قائلا: "احنا قاعدين دلوقتي كدا لا شغله ولا مشغله كاننا بنحرص المحلات، زمان مكنتيش تعرفي تحطي رجلك في الشارع من كتر الناس دلوقتي بنش".
وذكر "هيثم" عامل بالمنطقة، أن لمهنة الحدادة مخاطر كثيرة و يتعرضون لها يوميا ولكنهم لا ينبهون لها ولا يضعونها في إعتبارهم، فحب العمل بالنسبة لهم يسيطر يمحي المخاطر والتفكير بها فيمكن أن يصابوا بحروق ويمكن أن يصابوا بقطع بإيديهم، وهناك من يتطاير اللحام بعينه فيفقدها للابد وهناك حالات كثيرة تعرضت لحوادث كهذه ولكنهم تعودوا على ذلك وأصبح لا يمثل لهم أي شئ.
الجدير بالذكر، أن منطقة تل الحدادين يعمل بها أكثر من 4000 عامل مهنتهم الأساسية هي الحدادة واللحام بكل أنواعها، وفي ظل الركود التي تشهده المهنة وأثر عليهم رصدت 'المواطن' رأي شاب من العاملين بالمهنة.
قال "محمد" شاب عشريني يعمل بالمهنة أنه أحب مهنته كثيرا وأصبح لا يستطيع العمل سوي بها رغم مخاطرها ولكن مشكلتة الأساسية هي الركود الذي أثر علي مرتبات العاملين، فأصبحت يوميتهم لا تتعدي الـ 50 جنيها والعاملين بها منهم من هو مقبل على الزواج ومنهم من لديه أسرة كاملة ولا تكفي هذه اليومية لقضاء إحتياجات أسرة أو تجهيز شاب لبناء أسرة والسبب في ذلك هو إنهيار الجنيه المصري وانخفاض مستوي المعيشة.
ويطالب أهالي منطقة تل الحدادين، من أصحاب محال وعاملين اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، بالنظر إلي المنطقة والبحث في مشكلاتهم بدلا من اللي أن تخسر محافظة الغربية منطقة صناعية كاملة ويشرد 4000 عامل دون عمل.
