المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مع هذه الصور .. تذكروا مصحف فهد لكن لا تنسوا بصمة مصر

الإثنين 20/أغسطس/2018 - 01:00 م
وسيم عفيفي
طباعة

اهتم المسلمين بطباعة المصحف خاصةً في مصر منذ أن عرفت الطباعة بعد عهد الحملة الفرنسية، ومع مرور الزمن كان في العالم الإسلامي أشهر مصحفين وهما مصحف مصر ومصحف المسجد الأقصى، ورغم عدم شهرة الأخير لكن استمر مصحف القاهرة متصدراً في العالم الإسلامي حتى حل محله مصحف الملك فهد.

فتوى دينية جعلت طبع المصحف فكرة محرمة بحجة أن المواد المستخدمة في الطباعة نجسة وغير طاهرة، لكن هذه الفتوى كانت على غير حقيقتها لأن السبب الحقيقي هو أن الطباعة تضيع مهنتهم وهي النسخة.

إقرأ أيضاً:ـ "كعبات غير كعبة مكة" واحدة منهن لا زال الناس يزورونها حتى الآن

مع إصرار محمد علي وبالتوازي مع ذلك إنشاء مطبعة بولاق ، طُبِعَت أجزاء من القرآن الكريم بموافق شيخ المفتين في ذلك الوقت ورموز أزهرية ، ووزعت تلك الطبعات على تلاميذ المدارس .

مع نهاية عصر محمد علي و بدء عهد عباس حلمي الأول انتهت حركة طبع المصحف المصري لاكتشاف أخطاء فيها ، فصدر فرمان من الخديوي بمصادرة كافة الطبعات سنة 1853 م

الباحثة سهام السلاوي في دراستها عن تلك الفترة ، أوضحت أنه كان يوجد 296 مصحف في مبنى نظارة الجهادية .

كان العام 1858 م انطلاقة في حد ذاته بشأن المصحف المصري ، حين أراد سعيد باشا توزيع المصاحف على التلاميذ في المدرسة الحربية أشار عليه علماء الأزهر بجواز حدوث ذلك لكن مع تصحيح المصاحف وتنقيحها.

حاج يصلي
حاج يصلي
فتم توزيع 52 مصحف على الجهادية ، وقام الشيخ الخطاط عبدالباقي الجاري بتصحيح 150 مصحف ، فضلا عن تصحيح 10 مصحف في شهر و 57 آخرين في 4 شهور، ومن بين المصاحف المصححة كان هناك 134 مصحف تخص أشخاصاً بعينهم، مثل الحاج عثمان وله 180 مصحف ، والحاج أمين وله 26 مصحف .
فتم تصحيح تلك المصاحف وطبعها على نفقة الحكومة وإرجاع النسخ الأصلية لأصاحبها بعد أن تصحح هي الأخرى، وكان نتاج هذه العملية هو بدء انتشار المصحف في كافة القُطْر المصري .

ومع عصر الملك فؤاد كان مرحلة الصحوة للطبعة المصرية ، حين طبع المصحف الأميري المعروف بعد ذلك بـ “مصحف مصلحة المساحة” لأول مرة سنة 1924 م ، لتكون أول طبعة مصرية كاملة .
وقام على تصحيحه وتدقيقه الشيخ محمد خلف الحسيني؛ شيخ المقارئ المصرية، وحفني ناصف؛ المفتش الأول للغة العربية في وزارة المعارف العمومية، ومصطفي عناني المدرس بمدرسة المعلمين الناصرية، وأحمد الأسكندري، ونصر العادلي رئيس المصححين في المطبعة الأميرية تحت إشراف مشيخة الأزهر الشريف، وتمت مراجعته في 1918، وتم جمعه وترتيبه في المطبعة الأميرية، وطبع في مصلحة المساحة عام 1924 م ، وكان عدد صفحات المصحف 826 صفحة .


ولكن في عهد الملك فاروق، وجد علماء الأزهر أخطاء في المصاحف التي طُبعت في عهد أبيه؛ فمنها أخطاء في الرسم العثماني وأخطاء في ضبط أواخر الكلمات في بعض السور القرآنية وكذلك أخطاء في الوقوف؛ حيث وجد العلماء أن هناك أخطاء واضحة في أكثر من ثمانمئة موضع، ثم طُبعت نسخ أخرى وقام بمراجعتها الشيوخ المصححون أنفسهم، وبالتالي وقعوا في الأخطاء السابقة نفسها، بالإضافة إلى طباعة مصاحف أخرى في المطابع الأهلية سواء كانت مطابع آلية أم حجرية على النسخة السابقة بمعرفة الشيخ محمد علي خلف.

رجل يقرأ في المصحف
رجل يقرأ في المصحف
فلما تقررت إعادة طبع ذلك المصحف في عهد الملك فاروق، تألفت لجنة للمراجعة والتدقيق من الشيخ علي محمد الضباع؛ شيخ المقارئ المصرية، والشيخ عبد الفتاح القاضي المشرف على معهد القراءات، ومحمد علي النجار من كلية العلوم، والشيخ عبد الحليم بسيوني المراقب في الأزهر الشريف، فأتمت مراجعة المصحف وتصحيحه تحت إشراف مشيخة الأزهر وراجع عملها الشيخ عبد الرحمن حسن وكيل الجامع الأزهر وتم إعداد المصحف وطبعه بمصلحة المساحة، أما ترتيبه فتم في مطبعة دار الكتب المصرية، وكانت تلك الطبعة الثانية للمصحف الشريف وصدرت العام 1371هـ/ 1952 م.


وكانت أصح وأجمل الطبعات، ثم توالت الطبعات في المطابع الأميرية وغيرها حتى اليوم، وعُرِف بمصحف بولاق، أو المصحف الأميري، أو المصحف المصري، أو مصحف دار المساحة، أو مصحف دار الكتب، فهي مسميات لمصحف واحد وهو الذي كتب حروفه الخطاط جعفر بك.
شهرة المصحف المصري في القرن العشرين لم تكن فقط لاهتمام الأسرة المالكة ، وإنما لانتشار المطابع الأهلية والتي كانت بمثابة البوابة الكبيرة لانتشار المصحف
ومنها مصحف الحلبي والذي طبع في مطبعة مصطفى الحلبي وكان أول مصحف جوامعي بالرسم العثماني وكان مخصصا للطلاب ولتوزيع المصاحف على المساجد .
كذلك كان مصحف السحار، وهو مصحف مطبعة السحار لصاحبها سعيد جودة السحار وبدأ المصحف في الانتشار منذ منتصف الثلاثينيات .
حاج يقرأ في المصحف
حاج يقرأ في المصحف
لكن كانت مصر على موعد مع أشهر طبعة في تاريخها وهي طبعة مصحف الشمرلي والمسمى على اسم المطبعة “مطبعة الشمرلي” لصاحبها ومؤسسها الحاج أحمد الشمرلي الكبير .
ففي العام 1935 م ، كان هو وشقيقه، وابنه فوزي، يعملون بجد شديد في طباعة المصحف .
ومع العام 1944 م ، تأسست شركة الشمرلي للطباعة بالإسكندرية ثم انتقل بها للقاهرة وفتح فروعاً منها في درب سعادة ومصنع مسجد الإمام الحسين ومصنع العباسية .
كانت أول طبعة للمصحف الشريف طبعتها مطبعة الشمرلي، هي تلك النسخة التي كُتبت بخط مصطفى نظيف الشهير بـ “قدروغلي”، وكان قد خطها عام1891م ، وتم طباعتها في المطبعة العثمانية، ثم قامت الشمرلي بإعادة طبعها عام1944م
أما أول من خطّ المصحف الخاص بمطبعة الشمرلي هو الحاج محمد سعد إبراهيم، الشهير “بحداد”، وكتبه على الرسم العثماني، وما تزال النسخة الأصلية المرسومة بخط يده محفوظة لدى عائلة الشمرلي
أسباب كثيرة جعلت مصحف الشمرلي هو المتصدر الرئيسي في حركة اقتناء المصحف وشهرته ، لكن سبب واحد كان الأقوى وهو طريقة الكتابة .
فناهيك عن نوع الورق الجميل والرسم والتخطيط فضلاً عن الدقة ، لكن انتشار المصحف يرجع إلى أن حفظة القرآن الكريم من الشيوخ الكبار تقريبا في مصر، وكثير من الدول العربية يعتمد حفظهم عليه؛ لأن كل صفحة تحتوى على 15 سطرا فقط، مما يجعل العين تعتاد عليه، وهو غير مصحف الملك فهد المختتم الآيات، فالحفظة يعرفون موضع الآيات ومكان السورة بدايتها ونهايتها بالعين؛ لذلك فمن اعتاد على هذه الطبعة لا يعرف القراءة في مصحف طبعته مختلفة.
مجمع الملك فهد
مجمع الملك فهد

جاء إطلاق مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة ليكون أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف، وقد وضع الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس للمجمع وأنتج المجمع سنويا ما متوسطه عشرة ملايين نسخة، ويوزع مثلها على المسلمين في جميع القارات، وقد طبع أكثر من 160 إصدارًا و 193 مليون نسخة، ويجري المجمع دراسات وأبحاثا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة ويضم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم.

وينتج مجمع الملك فهد سنويا ما متوسطه عشرة ملايين نسخة، ويوزع مثلها على المسلمين في جميع القارات، وقد أنتج أكثر من 160 إصدارًا و 193 مليون نسخة، ويجري المجمع دراسات وأبحاثا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة ويضم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم.

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads